أنا يا أُخيَّ على اللظى موجودُ
أنا في يديَّ وما تزالُ قيودُ
أنا كلَّما نضجت جراحي في الجوى
قد بُدِّلت من ذي الجلودِ جلودُ
أنا في الجراحِ تطبُّعي وتمسُّكي
أنا في الجراحِ وصنوها مولودُ
لكنَّ أكثرَ ما يدوم على الأذى
جرحُ اللسانِ وجمرُهُ الموقودُ
وفقدتُ في الأملِ البعيدِ حلاوةً
وأنا بوسطِ الجائراتِ فقيدُ
بحلاوةِ الأيامِ يسقطُ معشرٌ
فيزلُّ فيها مهتدٍ ورشيدُ
وكأنّنا في غابةٍ مطريَّةٍ
وبها تستَّرَ أذؤبٌ وفهودُ
ومن الحياةِ فخذ بذلكَ عبرةً
فمن الجواهرِ لا تزانُ قرودُ
لكنَّ ما يُنمي ابن آدمَ حينما
يُعطي فينمو في يديهِ الجودُ
وإذا تفرَّغَ للعطاءِ فإنَّهُ
من بين معشرِ من زكا المقصودُ
أيعودُ ماضيَّ الجميلُ فليتَهُ
يبقى فما جفَّت لديَّ ورودُ
فتعقَّدت طرقُ النجاةِ ولم يزل
في حلميَ الورديِّ يأتي العيدُ
ومددتُ آلامي لألبسَ بعضَها
فازدانَ في جسدى الأذى الممدودُ
وقبضتُ من أثرِ الزمانِ بقبضةٍ
فشعرتُ أن تطلُّعي موؤودُ
أحساسيَ المسروقُ أصبحَ جامدًا
سيجفُّ في قلبي هناك العودُ
وفتحتُ في سيرِ السنينِ مواردًا
لكنَّ دربَ وصالِها مسدودُ
ووقفتُ أدرأُ نابَها بمعاصمي
والآنَ في صدري تراني أذودُ
هذي السياطُ جمعتُها في متحفٍ
مستهزِئًا في جمعِها النمرودُ
لأقولَ ما أبغي إليكَ رسالةً
هذا أنا رغمَ الطغاةِ عنيدُ
انسَ بأنَّ على الكثيبِ رقيقَكم
لاشكَّ في ذاك الصعيدِ أسودُ
فأنا الذي رغمَ الجراحِ على العلا
وأنا بها الميعادُ والموعودُ
وأنا القصيدُ يدورُ في خلجاتِنا
وأنا بجوهرِ نظمنا المقصودُ
في كهفِ آلامي دخلتُ كفتيةٍ
والكلبُ يبسطُ والدموعُ رقودُ
فَبَنَت جراحاتي عليَّ مساجدًا
والحزنُ من بينِ القروحِ شهودُ
فركلتُ جُلَّ مواجعي ونهرتُها
وعلمتُ فيها أنّني المحسودُ
حتى رفضتُ بأن أكونَ مطأطئًا
مثلَ السنابلِ والجنى المحصودُ
فأنا الجمالُ بجنةٍ وبعرضِها
عنبٌ تدلّى وسطهُ العنقودُ
نحنُ الذين إلى الإله جباهُهُم
في كلِّ يومٍ ركّعٌ وسجودُ
بل إنّنا الأحرارُ نرفضُ جنحةً
والآثمون إلى الأثامِ عبيدُ
نحنُ الذين وربِّنا أزكى لنا
فلنا بوطئ جنانهِ تأييدُ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ الإثنين/ ١٧/ ١/ ٢٠٢٢
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة