**************
كانَّي بسوقٍ بين سمعي وأَبْصاري
ويوم ليُسْري ثُم يومٌ لإِقْتاري
ونفسُ الأَنا في كلّ سوقٍ نشاطها
وغابت عطور الْوِدّ عن كُلّ أَنْظاري
فما عادَ فينا غير فكرٍ لدرهمٍ
وما عادَ جَدْوى من صديقٍ لديناري
وخيرُ سلوكٍ في معاني فضيلةٌ
وإن جادلتني نحوها بعض أَعْذاري
تذكَّرتُ نبلاً من كرامٍ وعَهدهم
فدارتْ بِذهْنِي حينها بعض أَفْكاري
كَمنْ تاهَ في البيداءِ حالي رَهِينها
وعُمري رهين الموت في الغيبِ أقداري
تعلقتُ بالآمالِ حيناً وحاجتي
لجُهدٍ بغاباتٍ لها كُلّ أظْفاري
وكُلّ خيالٍ بالتمني حَسِبتهُ
سبيلا توارَى في يقيني وإِنْكاري
ولولا خيالي ماصَبِرتُ مُصابها
ولولا شُجوني ماعَزفتُ بِأَوتاري
تباريحُ نفسي من خيالٍ بخاطري
فليست سِوَى حُلْمٍ تهاوَى بِأسْتاري
وفي كُلّ يومٍ فيه قُرب مَنِيَّتي
ويُمحَى سريعاً كُلّ رسمي وأَطْواري
وأَغْدو بعيداً عن زماني وماحَوَى
ويَبقَى كتابي فيه خيرِي وأَوْزاري
رجائي لربي بي رحيم وعفوه
رجائي لسترٍ عن عُيوبي وأَسْراري
******************
شعر/ الخضر مدبولي _ مصر
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة