أنت المحارب إذ تحارب قريتي
وأتيت حصني تبتغي تيتيما
وكذا المراهق إذ تراهق فطرتي
تبغي لها الإرهاق والتعتيما
دعها تحلق في سماء صفاءها
وانسج لها حصنا يكون قويما
من معدن الأخلاق يبنى صرحه
في جوف قلبي كي يعيش سليما
إني على ضعفي وفرط حداثتي
قلب كبير يشرب التعليما
لست المراهق في لسان حروفكم
سنا ولا إسما ولا ترقيما
إني رضيع في بلاط قصوركم
أحبو ويوشك أن أصير فطيما
فلتحكموا بالعدل في أمنيتي
أبواي أخشى أن أعيش سقيما
أمنيتي هجر الأذى أرجوحتي
ليسير موكبها الجميل نسيما
لاتقذفن لموكبي صلصالة
تحوي بذورا تنبت التسميما
فإذا مرضت أنال نعت مراهق
منكم وأحمل وحدي التأثيما
ذي لعبتي مصفوفتي براقة
في صفها خلت الوجود رحيما
فإذا العقارب بينها مخبوءة
في بسمة تلقي البناء حطيما
ورفاق سوء كالحرابي بينها
يطلون شر سبيلهم توسيما
يعطون زهرا في هدايا حبهم
في جوفها خمرا يجز حكيما
أبواي صدوا عن مهادي جمرهم
كفاي لاتقوى ولست لطيما
أو تسلماني مرهقا لضروسهم
ويقال خار مراهق تجريما
أو ترهقوني بالمنايا كلها
ويلام جسمي إذ يصير رميما
بمراهق شتى حقنتم شبلكم
فيشب هرا أو على برسيما
وتدور دائرة الزمان ويرتقي
ويصير فحلا يتقن التفحيما
فيذيق جيلا بعده من جمره
رهقا وإرهاقا به وجحيما
فلتنقذوه وجيله وعيالهم
كي تحصدوا شعبا يكون عظيما
يا أهل كل مراهق في لفظكم
صدوا المراهق عنه والتلغيما
يغدو نسيما في ثنايا عمركم
أسدا يحوز المجد والتسنيما
آبائنا في عصرنا وحقولنا
هيا ازرعوا جيلا يقوم كريما
هذي وصاة نبينا في روضنا
صلوا عليه وسلموا تسليما
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة