كوفيد التاسع عشر ليس متهماً بإنهيار الإقتصاد العالمي وحسب بل حتى بالإجتماع والإجماع العالمي ...فرغم كل المحاولات عبر الحقب التاريخية لتوحيد الخطاب الإعلامي الإ أن البشر فشلوا على التوافق و الإتفاق و بات كل واحد منهم يتشبث برأيه و يعانق كرسيه و من لم يجد كرسي ولو حتى كغفير وجد في الفلسفة السياسية ما يسد عقدة النقص لديه فصار يوم بعد يوم يتمرس و يواكب الحدث بمنظوره الخاص و بمزاجية مطلقة ...ولذلك امتلك حق الناقد و الناشط و المحلل و الخبير و إلى آخر الأسماء التى تسد ثقب النقص و تشعره ببعض الأهمية أو ربما تقمص دور المهم حتى تلقفته حية مهمة أخرى وبات في وضع المعتقل او المنقلب عليه أو المغتال أو حتى المضحوك عليه ....لعبة يصفها الجميع ربما بأنها قذرة ويتناسوا أنها لعبة تكتسب نظافتها أو قذارتها وفقاً لمن يملكها .....
احياناً الفلسفة في السياسة تمنحك زاوية مشرقة بهبة خلفية للأمور و تقذف حدود عقلك حيث الترهات و يتهشم وجهك جراء الوقوف الخاطىء أو حتى الحياد الخاطىء ....لعبة المساكين و حلوى المنفصمين و علكة المدعين للثقافة و الإعلام ....و جحيم المتفرجين على الساحات او الشاشات أو حتى وراء الحدود .....
كوفيد الذي أسقط القناعات و الخلافات و جعل الشعار بين ليلة و ضحاها واحد ....
# خليك بالبيت
عرب و عجم و بكل الديانات و اللغات و البقع الجغرافية .....يركع الإقتصاد صاغراً ملبياً لمتطلباته ....يجلس الوزير و الغفير بالبيت و الكل يبحث عن تسلية و حشو للوقت حتى ولو بممارسة التهريج و إدعاء الإيجابية و التعايش التلقائي ...وبالمقابل كان كوفيد كريماً فلقد خلص الجميع من إلتزاماتهم الإجتماعية و منح سبباً دامغاً للقطيعة و الإبتعاد ....وصار هذا الفيروس الذي يختبىء عن الجميع البطل الذي وحد العالم و دمج الجهود سواء بالأفضل او الأسوء ...
اتحاد بالإجراءات
اتحاد بالركود الإقتصادي
اتحاد بالقطيعة الاجتماعية
اتحاد بإنهيار التعليم
اتحاد بالسرقة بإسم مكافحته
اتحاد بكيل التهم و الشتائم
اتحاد بتهميش المواطن البسيط
اتحاد بإحكام الخناق على المستهلك
اتحاد بنشر الفيديوهات اليومية و الهبل العربي
اتحاد واعتراف موجع بتدني السياسة العربية الإ ما رحم ربي
والأهم و الأعظم ...اتحاد على الإزدحام في كل مكان الإ ببيوت الله
اتحاد على اغلاق الحدود بحراً و جواً و براً
اتحاد على الإستمرار بسلسال الدم داخل البلدان العربية لأجل الوصول للكرسي الذي نسوا أن كوفيد التاسع عشر قد تقلده وهم غافلون
هكذا هى حمى السياسة تجعل اصحابها يهذون و ربما يشل تفكيرهم ....فلا يعلموا الرأس او العقب ....!
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة