****************
أمي يا قدساً أخرى تحتلُّها المسافاتً
ياقطبَ الأمانِ
ودهراً يحملُ جذوةَ حنانٍ لا يخمدُ
شوقاً ينزفُ في أوردتي
فيُبكي رمادَ الأحلامِ
المدفونِ تحتَ الريحِ
تحتَ مطرِ المناجاةِ
أتمنى ياأمي...
ألاّ يخذلَني النوى
وينسى أنني سأبقى طفلةً
تنتظرُ على منحدراتِ الليلِ
صوتُكِ ينادي
فأنا دونَكِ ياأمي بيتٌ بلا سقفٍ
بلا سورٍ
يواري أحزانَهُ
خلفَ الدموعِ المبللةِ بالمطرِ
حينَ تفتحي ذراعيكِ
يفتحُ الكونُ أبوابَهُ
يتفتّحُ الزهرُ
ويرتوي الجذرُ عذباً فراتا
اخافُ أن تبقى المسافاتُ مشلولةً
وتطيلُ سباتَها الغربةُ
وتقولُ قيلولةٌ
بكفِّها وُئِدتِ طقوسُ السعادةِ
وأفلتتْ من بينِ وسائدي الأحلامُ
وباتَ سريرُ الراحةِ يبكي
ويشيّعُ جنائزَ الخساراتِ
جعتُ لأقداحِ الحنانِ
بأطباقِ الحبقِ والريحانِ
تآكلُ الفؤادَ غرثاناً
إلى أكداسِ الطمأنينةِ
المتوالدةِ والمقيمةِ في عينيكِ
أنا على ضفافِ اللهفةِ
سأبقى أنتظرُ من القدرِ إشاراتٍ
كلَّ يومٍ أبني من طينِ الأشواقِ
درباً يسوقُني إليكِ
فإلى متى ستبقى الليالي
تتنمّرُ على لهفتي
وتقولُ هيَ الأقدارُ
مكتوبةٌ على جبهتي
أمي اطمئني
لم تتمكنْ مني المسافاتُ
فليسَ لديَّ فراغٌ لأنطفئَ
فقد امتلأتْ روحي بنورِكِ الأزليِّ
فأنتِ عربونُ الجنةِ الخالدةِ
جئتِ لتضمِّدي جراحَ الأيامِ
فلا ترحلي
قد كتبتُ لكِ على سورِ الكونِ
لا أبالي هذه الدنيا
لطالما الشمسُ تشرقُ على أنفاسِكِ
كلُّ العالمِ إلى زوالٍ
إلا قدميكِ العظيمتينِ
بُنيتْ تحتَهما الجنةُ
وكلُّ الحبِ كاذبٌ إلاكِ ياأمي
وكلُّ الأعمارِ ستنتهي
إلا عمُرَ الأشواقِ
ستبقى تركعُ تحتَ قدميكِ
تستظلُّ وتنبضُ بالحياة
أسماءُ_الزعبيِّ
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة