دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

نظير راجي الحاج يكتب : أكتب لمن فقد أمه

😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭.          

أردت  أن  أكتب عن الأم خواطر..

تقبع في قصائد وعبر..

لكني وجدت نفسي كمركب في مخاطر..

وسيقطع لجة البحر..

أو كسمكة تعود لأصلها وتهاجر..

وتسبح بعكس سريان النهر..

أو أتسلق جبلًا شاهقًا ووعر.. حاد الصخر في منحدر..

وأنا متهالك من قهر الزمن، ونحر الدهر.

القلب إحتج وارتج، وكف رجف الحبر.

والكلمات إنسحبت وغابت، فأين المفر!

رُفعت الأقلام وطويت الصحف، وكان بها آخر خبر..

أن الكتابة عن الأم، عملية إستشهادية، فيها المجازفة والخطر.

فلن تفيدني عمليات الهندسة والحساب، أو عمليات الجبر.

وانخرست عندي الإجابة، فلا خطابة، بل خيابة وضجر..

فكن يا قلب في حظر..

فماذا أفعل إذن!

وأين اروح بالحزن..

وكيف ابوح بالشجن!

لم اعرف النوم، او طعم الوسن..

فراحت العواطف علي تزن..

والحروف يستجرن ويبحن..

والمشاعر تجن..

والحنين يحن..

والكلمات تئن..

انقذني يا وحي الشعر، من أين أبدأ، بالله من أين!

أخذ الوحي علي باللقن.

يا امي..

أنا اعيش الآن في  غربة وتيها..

إذن ليس لي يا أمي إلا كفك، فاعطنيها.. هاتيها..

لأمرغ وجهي بها، وألثمها وأتوه فيها..

خيوط كفك، حروف قصائدي وقوافيها..

ولو أفرغت كل عشقي بها، فلا يكفيها.

يامة..

لو تطلب أصابعك البحر مني، أسكبه بمصافيها..

او تطلب الشمس، ففي كفيك أرميها..

ولو رميت روحي بها، بالله لا يكفيها.

ولا أموالي وعيالي، وكل شيء غالي لا يوافيها.

وإن إنحت هامتي يومـًا، فهي فقط لكي تدانيها.

فلا شيء لغير الله ولها، يستطيع أن يحنيها.

حبك بقلبي شعلة، لا أحد يستطيع يطفيها..

وعيوني لا ترتوي من عيونك، ومن مآقيها...

اذوب بها وأناجيها..

كفك قاموس، أنا ألثم صفحاته..

أقرأ في سطوره، زماني ونفحاته.

تعالِ أروض شفتي عليه، قبل أن يوبخني قلبي بصفعاته.

عندما أنزل رأسي على كفك، كأنني أنزل لسجدة صلاة..

أو أطير كفراشة في مرج فلاة.

فأرفع راسي للسماء، وأسبح في علاه..

يامّة...

كفك سجادتي..

أظافرك مسبحتي.

قبلاتي منك، هي ركعاتي..

في خط القلب، بثنايا يديك، أنتظر الآتي.

تنخرس ساعتها كل آهاتي.

ألا يكفي طول العمر، وأنا أقول لك.. هاتي.

الآن جاء دوري لأقدم لك روحي وحياتي.

أتذكر حين ألثم كفك، الآذان في أذني يوم الميلاد..

أتذكر موطني المنسي ووطني العربي، والمشردين بكل البلاد.

أقبّل اليد التي توضات، وكان النور هو المداد..

هل أنت يا أمي قد توضات بالماء، وهو من عليك جاد!

أم ان الماء هو من توضأ بيديك، وتخلص من الإلحاد..

سمعت الماء يقول:_

انا لا أبطل التيمم، فلست من الإمداد..

ثم ماد وحاد..

فكان كفك...به تيمم الأجساد..

عندما ألقي رأسي بكفك، أسترد الرشاد..

تحت قدميك أنشد.. بانت سعاد..

يمة. يكفي كلمة يمة..

لله المنة..

كفك بلون الحنة..

فيه رائحة الجنة..

أرى الشيب برأسك حليبًا، رضعته منك بحنان..

فيه صفاء سديم الأكوان.

سواد شعرك من سواد ليالي سهرك بليلك البهيم الغيهمان..

تنسيني قهر الزمان، وظلمك يا إنسان..

آخر زيارتي لك قلت لي:_أنت عمود البيت، وقمر الليل..

لكني ما رايت بغيابك الا الويل.

أنت تبقين الخيمة والعمود، ورائحة الهيل.

تبقين مضيئة، مثل نجم سهيل.

أنت وطني، ونبع العطاء والجود...

انت زمني، يا عطر العنبر والعود..

أنت المجد والوعد، ويومي الموعود..

إرض عني..

ما زال الجرح ينطف..

ينزف..

يرعف..

يشكي ويبكي أنينا وحنين.

فعندما كنت ارمي على كفيك هذا الجبين.

اعلم انك بجوانحي وجوارحي طوال السنين.

منك دقات قلبي الحزين..

يخفق في كل وقت، وكل حين..

كل عمري يا أمي بعدك صار عمرًا ضنين.

لا يغيب ولا يبين.

آه منك يا ما تسمى حنين!

علمتيني منذ كنت جنين، ان احب فلسطين.

صوتك انغام السماء في قلوب العارفين.

فإذا ألقيت راسي فوق صدرك، نام وجهي في جنان الياسمين.

يمة..

لماذا تركتيني، ورحت في سفر؟

ساعيش جنتي بالدنيا، كانني في سقر..

كنت لي آخر معطف، يقيني البرد والمطر..

وعندما قبض كفك، كف القدر.

كف دوران قلبي، ودوران القمر.

تمنيت لو توقف الزمان، عند حدود الجمر.

يا ربيعًا يسري في كبدي.

ويا سمائي ويا ارضي..

ويا سرا من اسرار الله في وجدي.

آه لو أسمع كلمة(يمة) ثانية..

ولو دقيقة.. ولو ثانية!

~~~~~

نظير راجي الحاج


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع