يعود اليوم من سفره بعد غياب سنوات عديدة، لم يخبر أحد بموعد عودته، وقف أمام الباب يفتش في جيبه عن مفتاح شقته، وجده بعد عناء، ولج إلى الداخل بهدوء، طاف بالبيت يتأمل أركانه التى غابت عنه، جرفه الحنين إليه، حدق في صورة أسرته المعلقة على الجدار، ازدادت لهفته وشوقه، توارت صورته من مكانها، بحث عنها ولم يجدها.
تسللت الدهشة إلى عقله، تسربت أصوات ناعمة من حجرة نومه، استرق السمع ففوجئ برنين ضحكات زوجته، وتقاذف إلى مسامعه همس حديث ملتهب يدور بينها وبين غريب، الأصوات الفاضحة والمناجاة المحرمة تلتف حول المكان، يستمع إلى ألفاظ غرامية وعشق متبادل أوشك على الاشتعال، تأمل الحكمة التى أخفاها القدر فيعود في ذلك الوقت ولا أحد يعلم، تدور الأحداث الغرامية داخل بيته بتلقائية وعفوية، انجلت أمام عينيه حقيقتها وخداعها، فرداء الحكمة التى توشحت به سقط أمام عينيه.
اعترى جسده رعشة، أرتجف وتصلبت شرايينه، توهجت النيران المضطرمة بداخل صدره، كبل الشلل أقدامه عن الحركة، جحظت عينيه، سكت لسانه عن النطق، انتهى اللقاء الغرامي المشتعل، ودعها صديقها للغد فينهلان من بحور الهوى، انصرف خلفه يتعقبه دون أن يشعر به، حاول أن يتمالك نفسه قليلًا، أعد خطته المحكمة للقضاء عليهما، وأرجأ لقائه معهما للغد.
بقلمي.. محمد كامل حامد
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة