ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مـفـتـتـح :
يـا قــوم... الـريـح تـعـوي
بـأنـباء الـتـباريـح
والـنـخـيـلُ يـنـتـحـبُ
لتـوحـش الـجـراد
ودبــيــب الحــشــرات
تــنــخـر في خـفـاءٍ
الـجــُذور . . . !!
فـتـتـهاوى الـســـــامقـات
نـخـلةً نـخلةً. فى ذهـول
والشــعـراء يصـرخـون
وللأنــبــاء يـنــشــــــرون
والحـكماء في انـدهـاش
وتـســــاؤل حـــائر بـلــيــلٍ
مـطـمـوس الـعُــيـون .. !
والطير المراوغ المشاغـب
يُـحلق في فـضـاء كـــئـيــب
ولا يـعـــود!!
حـتى أتى الـهـدهـدُ
مـن خـلف تــلال بــعــيـدة
مُـنزعـجـا . .. بـخـبر يـقـيـن
(1) يـقـول : ــ
رأى امـرأة ضــخـمة
فـارعـــة الـطُّــــول
يُـضـاجـعـها الـشــيــطـان
ذات ثـُدْيـيـن رعـــويــيـن
تُـلــقــمـهـما للـجــمـيـع!!!
لـكـل فـصـيـل لـديـها ثَـدْي
حـلـيـبـه يـغـيـر الجــيــنــات
تـلـتـقـط ُ
أطـــفـال الـفـرســـــــان
تـُــدَجّــِنـهـم عـصـافـيرا
وطــواويــسا وغــــزلانـا
والـكـلاب في أحـضــانـها
تُـفـطــم بـطــبـع الـذئـاب
والـقِــــــــردة والـخـــــنـازيـر
تـأخـذ طــــــباع ضــواري
الأدغـال ودنــيــا الــغـاب
امـرأة كـلـما تـــثــاءبـــت
يـنـتـشــر من فـمها الـجـــراد
وإذا مــــشـت
تــنـــبــع من أثـر قــدمــيـها
أسـراب الـنـمـل ، و هـوام
الأذى والــفــســـاد . . .!
(2) يُـقـال : ــ
من ســلالة رعـاة هـمـج
تـسـللت من بـشــريـتها
شــــربت دماء غــزيرة
الـتـهمت أشـلاء كثيرة
أبـــادت أقــوامــا
ونهبت ديــارهم عـنوة
ومـن تـبـــــقى مـــنـهـم
أحالـتـهم عبيدا ورقـيقا
تـوحـشـــت وصــــارت
ذات بأس شـــــــــــديـد
نـظــراتـها نـاريـــة
أظـافـرها فولاذيــة
نَـقَـبـت ســد يـأجــوج
فـانـدفــعـوا حـــولها
من كل صوب يـنـسـلون
تـحـت سـطـوتـهـا
وبـشـهـوتها يـأتـمـــرون
انـســـابوا في الــبـلاد
يـعـيـثـون فيها الـفـســاد
يُـســـــــــيـمـون الـعــبـاد
الــقــهـر والاســــــتـبـداد
(3) يُــقـال : ــ
على رأســهـا تــاج
يــبـدو في الشـمــس
كأجـمل الــزهــور
وفي الظـلام ســهـامـا
ورمـاحـا ومـخــالــب
سـباع فاتكة ونـســور
وبضـوء الـــقـــمــر
يُــشــــع سُـــمـوما
وعــــبـــقا مــخـدور
(4)
وأخيرا قالوا : ــ
ورثـت ســـيـدة الـبـحـار
بعـدما ، تهاوى نجـمها
وانـدثـرت مــمـالـكها . .
وكانت لا تغيب عنـهـا
شــــــــــمس النــهار ... !
فـفـاض الـخــطــــب
وأيـــــنـع الــظــــــلم
وتـألـق الـديـجــــــور
وفي لـيـل الـفـوضى
والـقــهـــرالــمـبـيـر
أوصت سـيدة الـبحار
امـرأة الأســـــاطــيـر
بطـفلة لها. . . .
أنـجبتها ســفـاحا
في زمن الضعف
والهوان المرير
وتركتها هناك
بأرض الأنــبــيــاء
فــوق الـتـراب الطـاهـر
ذي الـتـاريـــخ
الـمـقـــدس الـجـلـيـل
طــفـلـة
عــاهـــرة ماجــنــة
فـاتـخـــذتـهـا
أوفى خــلـيـلــة
بـعــدما رأت
في جـــعـــبــتـها
ذهــــبَ الـدُنـيــا .. ولـديْـهـا
دهـــــاء ومـكــر خــــطــيـر
ذا خــبـر الـهُـدهــد الـيـقـيـن
فــهـل يـا قوم نـســـتـكـــيـن
ونـــغــــــــــــيـب في دعـــــاء
لـرفــــع الـــبـــــلاء؟!
ونطـلب الـغـوث
من الســـــماء .....؟!
ألم تــمـدنـا بـالــعـــزة ، بالـقُـوة
في نـهــــج
لا لــبـــس فـــيـه ولا خـفـــــــاء؟
ألا يـكــــفـيـكـم تـيـهـاً
أن ديـاركم أرض الـرسـالات
مـهـبـط الـوحي، ونـبـع الأنـبـيـاء؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقلمي / إبراهيم جعفر
من ديوان (بوح الشجن ) ط 2018
صادر بموافقة لجنة اتحاد كتاب مصر
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة