يصرعُ الدهرُ شيمةَ الأبطالِ
هكذا الدهرُ فائزٌ في النزالِ
ليسَ إلا الهلاكُ يفلحُ فيه
بين رمي الأذى وقذفِ النبالِ
وكثيرُ السيوفِ يضربُ عمدًا
حينما حزَّ سيفُهُ أوصالي
وتهبُّ الرياحُ تطرقُ رملي
ملقياتُ الرمالِ فوقَ الرمالِ
نخلتي جذعُها ينفض ذكرى
وسَّدَتها دماثةُ الأطلالِ
طقطقَ الظلمُ كالحديدِ وأبدى
قيدَ أيدٍ وكثرةَ الأغلالِ
تُخطفُ الذكرياتُ ثمّ أراها
صورةً بُعثرت كرسمِ الخيالِ
نكَّلَ الليلُ بالعديدِ لأبقى
أجمعُ البعضَ من أسى أنكالي
طافتِ الذكرياتُ حولَ مُطيفٍ
ضيَّعت عَبرتي وأكْدتْ بحالي
جفَّتِ الأمنياتُ ثمّ غارَ مرادٌ
ما أرى في الطموحِ من شلالِ
لم أجد واحةً لأنزلَ فيها
غيرَ طولِ المدى وجُردَ التلالِ
ضيَّعَ الخدُّ ضحكةً فنسيها
قطَّبَ الحاجبانِ من أهوالِ
وفرتي الدمعُ يسكبُ آهًا
قد وجدتُ القذى على اضمحلالِ
ولقد هدَّدت عواصفُ دهري
حيثُ ترمي بعصفِها استحلالي
معولي لم يزل يحفرُ ضيزى
بين كذبِ النسا وزيفِ الرجالِ
وكلوا واشربوا وخلّوا سبيلًا
ضيَّعَ الأكلُ مطلبَ العذّالِ
بينَ قحطِ الكرى ويبسِ الليالي
يأفلُ النجمُ قبلَ يومِ زوالِ
عندما القبحُ يصبحُ رمزًا
يصبحُ القبحُ سيدًا للجمالِ
لم تجد في الحياةِ والناسُ فيها
غيرَ نقصِ الحجى وفيضِ الخبالِ
إنَّما الناسُ في الحياةِ سكارى
قبلَ خوضِ العديدِ في الآجالِ
حيثما السابرونَ بحرَ ظلامٍ
غدوةً يسبرونَ كالآصالِ
جد لي الغائبينَ منذُ عصورٍ
كيف لا يشعرون من إملالِ
وقضوا في الحياةِ ردحًا صقيلًا
ثم رُدّوا لعالَمِ الأرذالِ
يخرجُ الداخلونَ قبلَ دخولٍ
يُمنعُ الخارجونَ من إدخالِ
اوكلِ الصنعَ للعليمِ فهذا
ربُّنا اللهُ مصدرُ الإيكالِ
يبدأُ الخلقَ والجميعُ ترابٌ
شكَّلَ العالمينَ في أشكالِ
كمّل الصنعَ فاستتبَّ وجودٌ
أيها الخلقُ اهرعوا للكمالِ
إنّني جئتُ يا إلهي منيبٌ
اقبلِ الآنَ سيدي إقبالي
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة