انخلعت من نفسي وانسلخت
ما عدت أرغب بالعيش على الأرض
أريد مكانا قصيا
لأتعبد الله وأعزف فيه للسلام
والأزهار تكتسي جمالا
تعبق بالعطور الشذية
يتعطر الكون بعبق الأرجوان
عن مكان فيه الليل يطول
بشعاع القمر المنير
يضاء الليل كالنهار
تحلو السهرات
ويحلو السمر
وتروى حكايات
ومنها العبر
أبحث عن روض مزدان بالشجر
والفراشات هائمة بين الفنن
والطيور محلقة تأوي لعش بنته بين الأغصان
كل الطيور تغرد تصدح
والهزار يشدو والبلابل تزقزق والحمام يهدل
في ظلال الأشجار أهجع وأحلم
كالطير أحلق والفكر يخطط ويسأل
لم اندثرت جنة الأرض
والسنابل فارغة والأرض قفر
ما عدت أتنشق عطر الياسمين
ما عدت أسمع تغريد الطيور
ولا الزنبق يختال
والنفسج لم يعد يظهر في الظلال
ما عدت أسمع تسبيح الرب
والكل دؤوب يسعى للمجد
يصعد للعلى على الرقاب
يكتنزوا المال و المال على حساب الغير
قتل ودمار دون رحمة ولا شفقة
وكأنهم هم الحق وهم الأسياد
هذه جنة الأرض لم تعد جنة
هجرتها حتى الطيور والفراشات
لم تعد الحياة بها مستحبة
بل أضحت مستحيلة
منذ الأزل منذ التكوين وخلق البشر
وهبنا الله جنتنا وقال اعمروا فيها وعن إرادتي وطوعي إياكم تتذمرون أو تعصون فإنكم ستشقون
ومنحنا عقلا لنميز الخير من الشر
وها أنا لا أرى إلا الشر سائدا ومستفحلا دون خشية من جبروت الرب وما ينزل بنا من عقاب
منذ الأزل الأخ يقتل أخيه و الجار يسرق الجار
ودول تتحكم بدول فتهتك حرمة الأوطان
وتستباح حريتهم وقتل أرواحهم
وتضيق عليهم الخناق
سبحان رب العباد خلق الإنسان من تراب ومن روحه نفخ ليكونوا أبرارا صالحين
لكن أبناء آدم ما زالوا للشر يميلون
كم كارثة أنزلها الرب ليهتدوا ولطريق الحق يرجعون
عبثا عن الشر يبتعدون
كل أمة تطيح بأمة والشعوب تقتتل ويموت من بينهم الأبرار والصالحين وما اهتدوا لحكمة الرب حين وهبهم الله عقلا ليتفكرون ويتذكرون
بنو البشر أشرار عبدوا المال وابتعدوا عن الروح عن التسامح عن الحب والوئام عن الرحمة والعطف والحنان نسوا أنهم جميعا أبناء الله نسوا الإنسانية ورحل السلام
هذه الأرض لم تعد جنة
غدا أو بعد غد إلى أن يحين الأجل من عند الرب
ستحرق الأرض ويباد البشر
كما حصل زمن لوط ونوح
لكن الله رحيم سيؤجل الفناء طالما مازال يرى أناسا لطفاء ودعاء
فالله الحق يؤجل ولا يهمل
إما أن يصدق ويؤمن الجميع بالحق وبالعدل والمساوات
وإلا الأرض لزوال بأمر ومشيئة الله
والأبرار الصالحين ينتشلهم كما انتشل الله الأنبياء وانتشل النبي ايليا ورفعه عن الأرض بمركبته النارية وحيا صعد للسماء
فتوبوا ياسكان الأرض وخافوا الرب
أحبوا بعضكم بعضا كما قال السيد المسيح له المجد
وكما أوصاهم الرسول حسن المعشر مع البشر
وعيشوا بأمن وعدل وسلام
قبل أن يغضب الرب ويحل الفناء
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة