دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

المرأة والغرور بقلم / محمد توفيق ممدوح الرفاعي

الغرور والثقة بالنفس صفتان من صفات البشر وهما على طرفي نقيض , يفصل بينهما خيط دقيق يكاد لا يرى فاذا ما تلاشى هذا الخيط اختلط الأمر اختفت الثقة وحل محلها الغرور , فالغرور يعتبر نقيض التواضع وهو صفة سلبية سيئة مستهجنة وآفة نفسية مرضية ناتجة عن النقص في تكوين شخصيته تحتاج إلى علاج نفسي متقن , فالمغرور يتصف بالأنانية وحب الذات والغطرسة القاسية إلى درجة عدم احترام الأخرين ويتصف بالعناد الشديد , متشبث ومعتد بآرائه وأفكاره وبثقته بنفسه المفرطة ويعتبر نفسه متفوقا في كل المجالات والأخرون لا يرقون إلى مستواه المعرفي , سيء القيادة اذا ما كلف بمهام قيادية وفي حال فشله يعول فشله على الأخرين الذين اساؤوا التصرف . أما الثقة بالنفس فهي جميلة إيجابية على النقيض تماما من الغرور فالإنسان الواثق من نفسه متواضع طيب لبق سريع البديهة يملك قدرات ثقافية وعلمية وعملية وقيادية يحسن اتخاذ القرارات لكل المواقف بحكمة وسداد في الرأي والتصدي للأمور الطارئة , يحترم الأخرين ويجلهم الأخرين ويتبادل معهم الأفكار والآراء , وكما اسلفنا أن الفاصل بين الغرور والثقة بالنفس خيط رفيع فاذا ما تلاشى هذا الخيط الرفيع أو تم تجاوزه ذابت الثقة في مستنقع الغرور ودخلت في دوامة الأمراض النفسية والعكس غير صحيح , أحيانا يختلط الأمر عند البعض أو يلتبس عليهم الأمر ولدى الإنسان ففي

أول مراجعة ذاتية للنفس بحكمة عند رصد ردود فعل الأخرين أو تنبيهه إلى ذلك يستطيع التخلص من الغرور ليعود إلى سابق عهده , وهنا يتبادر إلى الأذهان هل تشترك النساء في هذه الصفتان كالرجال ؟ من البديهي أن تكون هذه الصفات مشتركة بينهما كبقية الصفات الإنسانية النفسية ولكن ما اذا كانت المرأة مصابة بالغرور فهي اشد ضررا وتأثيرا المرأة من الغرور فهذا الكائن التي حباه الله بالأنوثة والرقة والجمال وجعلها السكن للرجل والوعاء الحاوي للأسرة اذا ما أصابها الغرور افقدها الكثير من مزاياها الجميلة الأنثوية كالجمال والرقة ورهافة الإحساس فتفقد الحب والمشاعر الحساسة والعاطفة وترفضهم جملة وتفصيلا وهذا ما يؤثر سلبا على شخصيتها وعلاقاتها الاجتماعية عامة والأسرية خاصة , فمن الناحية الشخصية إن اغترت المرأة بجمالها وفتنتها ورقة أنوثتها أو كانت ذات حسب ونسب ومال تكبرت وتجبرت وتكون بذلك تقتل جمالها وأنوثتها لتصبح عدوة نفسها وجمالها وأنوثتها لتعنتها وعنادها وتعاليها على الرجال لاعتقادها بانهم طامعون بجمالها أو حسبها ونسبها وآمالها فتصبح أنانية وقاعدتها التي تسير عليها هي أنا أولا وكل يأتي من بعدي فتضع الشروط الصعبة والقيود القاسية على من يتقدم لخطبتها والزواج منها فيفرون منها ليمضي قطار العمر فتجد نفسها عانسا بلا جمال أو شباب وقد حرمت من الزواج وتكوين الأسرة ولم ينفعها حسبها ونسبها ولا مالها . ومن حالفها الحظ وتزوجت جعلت بيتها جحيما لا يطاق لتغطرسها وتعنتها واستكبارها وتباهيها على زوجها بجمالها أو مالها ونسبها فتدب الخلافات والشجار بينها وبين زوجها لينتهي بالطلاق وكل ما دب خلاف بينها وبين زوجها نعته ووصفته بأبشع الصفات وأهانته برجولته وكرامته وتتهمه بظلمها وإهانتها وعدم الاهتمام بها رغم تفضلها عليه بجمالها ومالها , و

منهن من يرفضن واقعهن كنساء ويتمردن على أنوثتهن ويملن إلى التصرف تصرفات الرجال لأسباب تربوية خاطئة في الطفولة ورغم أنها قد تكون أحداهن من الجميلات لكنها تفتقد العاطفة والمشاعر الجميلة فهي ترفض أن تكون في مصاف النساء فواصفتهن بالضعف والاستكانة وفي نفس الوقت تكره الرجال وتتكبر عليهم وتعتبرهم اقل شأنا منها ويعجزون عن تحقيق ما تحققه هي وتنجزه. أما من الناحية العائلية فكثيرا ما يؤدي غرور المرأة إلى تفكك الروابط الأسرية والعائلية لتمردها على الجميع وعنادها الصعب بتشبثها برايها وصعوبة التعامل معها وعدم احترامها لهم فهي لا ترى سوى نفسها وترفض كل ما هو مخالف لها ولا تقبل الأخر , ترفض مد يد المساعدة لهم حتى ولو كانا أبويها وتتهمهم بكرههما لها فهي عنيدة صعبة المراس لا تعترف بأخطائها فتصبح منبوذة مكروهة منهم تنتهي بالمقاطعة التامة , وغالبا ما يؤدي ذلك في محيط أسرتها إلى فتور العلاقة الزوجية التي تنتهي بالطلاق أو إلى ابتعاد كل من الزوجين عن الأخر ملقية باللوم على الزوج الذي لا يصلح لشيء ولا يحسن التدبير وعديم الرجولة وغير قادر على تلبية احتياجاتها واحتياجات الأسرة , أما اجتماعيا فان التحصيل العلمي العالي للمرأة والحصول على وظائف مرموقة وتكليفهن بأعمال وإدارة مشاريع هامة أو كن أصحاب مشاريع ومؤسسات خاصة وكن ذوات شخصيات غير ناضجة نفسيا ومعنويا يطغى عليهن الغرور القاتل وينظرن إلى الأخرين نظرة استعلاء واستكبار واستغباء ويفقدن الثقة بالأخرين فنراهن حذرات وجلات من أي تصرف يتصرفه الأخرون أو نصح يقدمونه لهن حتى أن أحداهن ترفض التغيب عن العمل أو الاعتماد على البعض في مساعدتها لأنها تخشى خيانتهم لها حتى لو كانت على علاقة وطيدة معهم فهي دائما متكبرة متعجرفة تستصغر كل من حولها وتحتقرهم

وتتعالى عليهم وتحاول التباهي بإظهار أخطائهم مدعية أنها على حق لفرض سيطرتها وتحقيق الكثير من المنافع الشخصية بشتى السبل والطرق , كل ذلك يؤدي إلى خسارة نفسها قبل كل شيء وستجد نفسها وحيدة بلا رفيق وقد انفض الجميع من حولها .

محمد توفيق ممدوح الرفاعي


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع