نظرتْ إلى المجهولِ، هل كانتْ تعي
ما كان يحدثُ ويْلتي في الموْقعِ
صرختْ فقلتُ مطمئِنًا لا تفزعي
ورويتُ قصَّتَها لمنْ كانوا معي
كانتْ تعيشُ سعيدةً مع أمِّها
تلهو وتلعبُ مع صبايا قومِها
كانتْ تُرى في الحيِّ طيلةَ يومِها
إلّا إذا انتبهتْ لساعةِ نومِها
عاشتْ حياةَ سعادةٍ لا تُوصفُ
عندَ الخمائلَ والجداولَ تعْزِفُ
حتى أتتْ حركاتُ قتْلٍ تقصفُ
وكما الأفاعي باسمِ دينٍ تزْحفُ
قَصَفوا المساجدَ والكنائسَ والنقاءْ
هَدَموا الحضارةَ والمحبّةَ والصفاءْ
خَطَفوا الطفولةَ والبراءةَ والنساءْ
وَبَنوْا مِنَ الأعراضِ صرْحًا للبغاءْ
تركتْ كريمةُ أمُّ ليلى بيتَها
لِتصدَّ عنْ ليلى الصغيرةِ موتَها
هربتْ بعيدًا دونَ وعيٍ ليتَها
ماتتْ هناكَ ولمْ تٌؤَخِّرْ وقتَها.
لجأَ الجميعُ إلى جبالِ المنطِقَهْ
دخلوا الكهوفَ كأنّهمْ في بوْتَقهْ
لبثوا هناكَ إلى وصولِ المطرَقَهْ
ورَصاصِ إرهابٍ وحبلِ الْمشنَقَهْ
ذَبَحوا الذكورَ وعَلَّقوا أجسادُهمْ
خَطَفوا الإناثَ لكيْ يطيبُ جِهادُهمْ
أمّا الطفولةُ فالكلابُ مُرادُهمْ
تجنيدُهمْ حتى يشيعَ فسادُهمْ
سيقتْ كريمةُ والنساءُ لِوكْرِهمْ
لنكاحِ فُسْقٍ كمْ يليقُ بمكرِهمْ
لكنّها فهمتْ نوايا غدرِهمْ
فسعتْ لتدفَعَ كيدَهُمْ في نحرِهمْ
كانتْ صغيرتُها ملازِمَةً لها
ليلى التي نظرتْ مرارًا حولَها
مذعورةً والعينُ تذْرِفُ سيْلَها
والأمُّ حيرى لا تُفسِّرُ قوْلَها
هرعَتْ كريمةُ نحوَ نارِ الموقِدِ
رفعتْ وعاءً ضمَّ نفطَ المُعْتَدي
سكَبتْ عليْها النفطَ دونَ تَردُّدِ
فغدا أتونُ الطهْرِ أنقى مرقّدِ
د. أسامه مصاروه
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة