دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

سيد حميد يشكو : تداعياتُ شيب

غُصنٌ تهاوى واستُبيحَ العودُ

والآهُ تصرخُ والجراحُ رقودُ
والدمعُ يسكبُ كالشرارِ معانقًا
ألمَ الفؤادِ لتشتكيهِ خدودُ
واعصوصبت ذكرى جعلتُ منارَها
فوقَ الميولِ فهل لهنَّ تعودُ
ألبستُها بيضَ النوابضِ فانبرى
ألمٌ تُلبِّسهُ الليالي السودُ
فتَّحتُها أبغي الوصولَ لاستقي
عطشًا شديدًا فيضَهُ مسدودُ
ودنوتُ في حُلمي وبتُّ مربِّتًا
فوقَ الأماني أنّني لبعيدُ
لهبٌّ توقَّدَ في شموعِ بدايتي
فالنارُ تحرقُ شمعتي وتُبيدُ
واستفرغت جُعبي ولكن سهمُها
إذ ما أحاولُ جرَّهُ ستُعيدُ
في أيكتي عشٌّ بناهُ توجِّسي
وذوى على شكوى الجوى تغّريدُ
متلفِّتًا لمَّا خرجتُ وخائفًا
وكأنَّما يُلقى عليَّ وعيدُ
هذا وعيدُكَ يازمانُ تركتُهُ
هيّا استعدّوا يارفاقُ وعيدوا
هجمَ المشيبُ بجيشِهِ وبغزوهِ
والشعرُ في أيدي الغزاةِ حصيدُ
فابَّيضَّ مُفرقُ جبهتي فكأنَّما
دُفنت على رأسي ضفاري السودُ
فتساقطَ الشعرُ الطويلُ بطعنةٍ
جعلت سنينَ القاحطاتِ تعودُ
والشيبُ يحرقُ خصلتي ويزيدُها
فكأنَّها بينَ المشيبِ وقودُ
لا زلتُ أحميها وأحمي صبغتي
فاهراقَ من خدِّي النضارُ الخودُ
طحنت سنوني الغابراتُ مفاصلي
وترهَّلت من جرِّهنَّ جلودُ
إذ دبَّ اعياءٌ وثَمَّ كلالةٌ
واقعنسست فوقَ الضلوعِ عهودُ
وتشرَّبت تلكَ الركائكَ همتي
وأنا بوسط ِثمالِهن أجودُ
حطَّبتُ افراحي البهيةَ فاشتكى
جذعُ السعادة مذ ذوى الاملودُ
ونفضتُ أتربةَ السنينِ مكابرًا
وهناكَ أغلبُ ما استجابَ حديدُ
زمنُ الفتوةِ والشبابِ دفنتُها
والآنَ حُكْمُ كهولتي رعديدُ
ظلمٌ وقسوةُ عصرِها وتمنُّعٌ
وذبولُ أغصاني وثَمَّ العودُ
أضحت جميعُ جوارحي في سكرةٍ
فالضعفُ من بينِ الوصابِ شهودُ
وجلستُ متّكئًا بغيرِ إرادةٍ
فجوارحي بعد السنينِ قعودُ
أصبحتُ في نفسي الغريبَ كأنَّني
من كلِّ عضوٍ خصَّني مطرودُ
ودفنتُ حسنَ بشاشتي وصبابتي
ولبستُ ثوبًا مزقتهُ البيدُ
خمسونُ عامًا ودِّعت فكأنَّها
ضيفٌ عزيزٌ غيبته حدودُ
وافرنقعت أيامُنا وتهرَّبت
وتغيَّرت في الوجنتينِ خدودُ
وحسبتُ أيامَ الشبابِ تُنجِّني
فاصابني كبرٌ فغاب الطودُ
جفَّ الشبابُ فلم يدم ريعانُه
أذ كيفَ يبقى في الهجيرِ جليدُ
والضعفُ من نسلِ المشيبِ وولدِه
سيحلُّ في الجسد الكبيرِ حفيدُ
بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق
قد تكون صورة بالأبيض والأسود لـ ‏شخص واحد‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع