رفيقة براهمي ‏: الروح الطيبة

عند المحن وكثرة الأزمات وانقطاع السبل للنجاة...واكتشاف أنك وحيد لا سند لك من بني البشر... أن كل من في حياتك ومن كنت تظنهم دمك وأحبابك وأخلص الأصدقاء يتخلون عنك في أصعب أمور حياتك... تلاحظ أن لا قريب ولا صديق ولا حبيب يقف معك وقت الشدائد... لا يأتون إلا للتأكد من أحوالك وهزيمتك وضعف قوتك... حينها ترى في عيونهم الشماتة وضحكة سخرية وازدراء والهمز واللمز وحسب... إن كلموك ليعلم أين وصل بك الحال هل أنت خلاص أصبحت في قعر البئر  ذليلا مهزوما أم لم تسقط بعد...!! إن جاؤ إليك ليس حضورهم من أجل مواساتك والتخفيف عنك ولو بكلمة طيبة...!!  بل لأجل رؤيتك ضعيفا ومنعدم الوجود فقط...!! حينها أنت كالأهبل تنظر إليهم بحيرة واستغراب ومنصدم لأمرهم ناسي صدمتك وحزنك وألمك... تكلم نفسك هل هذه صلة الرحم؟ هل هذه المحبة في الله؟ هل هذه الأخوة في الله...؟ هل كنت أتوهم قربهم وحبهم لي...؟هل بهذه السرعة نسوا وقوفي مع كل فرد منهم...؟ وتتذكر أنك تبكى لبكاءهم وتواسيهم وتفرح لأفراحهم وتساعدهم وإن طلبو نصحا تنصحهم وإن طلبو معونة تعينهم حتى وإن كنت أنت بأشد الحاجة وقتها...وتقول كل من فضل الله...حينها تتنهد تنهيدة تعيدك للذي خلقك ليزداد يقينك يقينا تام أنه ليس لك أحد إلا الذي خلقك والذي يحييك والذي يميتك واليه النشور أنه هو الله سندك الوحيد سند لمن لا سند له... حينها تحتسب لله وتفوض له أمرك لأنه الوحيد القادر على نصرك وإخراجك من محنتك... وهزم أحزانك  وكل أعدائك والنيل من كل شامت وحاقد عليك وعلى ما حدث لك... وهو الذي يمدك بالقوة وبعد العسر يأتي اليسر ويرفع شأنك ليهزم كل شامت بما شمت... ولتعلم وتزداد يقينا بأن الله ابتلاك  فتسجد له حامدا شاكرا فضله أنه جعلك في محنتك وابتلاءه لك تكتشف حقيقة من حولك من البشر خاصة الأهل والأحباب والأصدقاء المقربين أما الغريب لا عليه تثريب.

لذا نجد أن الروح الطيبة مهما عانت تجد فقط من خلقها سندا لها في كل الأمور... باليقين التام  والثقة والاتكال إلا على الخالق الحي القيوم المنجي من كل الهموم...فينشرح صدرها وتطمئن روحها  لأنها سلمت أمرها له سبحانه.

رفيقة براهمي

تم إرسال تعليقك