.....حين تتلاشى ذاتك المرهقة من صدمات الحياة حين يخذلك الكل ويجلس وجعك خلف الستار ليمسرح للحضور خيبتك ،حين يغلبك اليأس وتطغى عليك الخصوم نفس منكسرة وأبية ،وروح مخلصة نقية ،وواقع متهاو ،وانت تُركِّب هذا على ذاك ،وتصنع أعضاء اصطناعية لقدميك كي تقوى على الوقوف، تجاور رايات الحلم علَّها تُغدق عليك من فيضها .
تخيب الظنون كلها وتنكسر الخواطر وتشقى ،تعيث فسادا في الأرض تمنحك الخيبةُ خيبةً وحسب ترميك في جبّ الأوهام ولا مناص من الموت ،ولا حبل للنّجاة سوى الموت في معترك الأيام .
تسألني المرايا عن وجهي ،صار لايشبهني ،أهي مرآتي السحرية ،صرت بعيون الْمَها بارقةٍ بالامل، رسمت خارطتي حملت بوصلتي ، فالضياع مكلف في الحياة ، تناولت عصاي لأهش بها على أحلامي ، توثقني الكلمات ترعبني غير أن القلب سعيد بقوة نبضه ،مُسبّح عابد صامد بين الشظايا ، أذابتني حمم الحياة لفحتني بلهيبها ، سرقتني من الزمن ،فغابت مني البسمة الا أنني سأكون بلا عيادة ،سأفوز بالشهادة ،
سأصنع مجدا اسما واقتنص الريادة .
يتحدثون عن الارادة فأفهمها حين لاتفهمني حين تتركني في البلادة .والكل يسير وسيري متثاقل يتعبني يعطّلني لكني لا أسمح بالتراجع ،لان التراجع موت رحيم .
يقولون تحلَّي بالارادة لكن لم يكتبوا لي العنوان ، لم يمنحوني كأسا لأمزجها مع الحياة فأتذوق حلاوة الظفر بها والبحث مستمر ، وبين السقطة والأخرى والعثرة والذكرى تجرفني سيول الخيبة .
أجرأتني حلقة الاستمرار لان حبكتها انتشال الارادة من مستنقع اليأس ،والتمثيل متعب والاخراج يتطلب سيناريو الحياة ،الكاتب والمكتوب ،والتعديل قائم وممدود ، والقهر في قيام وقعود ،واقتضى الأمر مني أن أكون موجودا وحسب.
فالحياة شاهد ومشهود ،وانا العابد للمعبود ،الساجد العائد الموقن بارادة رب الوجود .
الارادة ؛ لم يخبرني أحد عن مكانها ولا حتى خط لي عنوانها
لم يرفعني أحد ليجلسني في حجرها ،تركوني أواجه العثرات والعثرة موجعة مؤلمة، قاهرة، حائرة ،فاترة من الحب ،حتى اذا عييت من الأوصال المتباطئة في نبضها وتهاوت عندي كل الحيل، وضاقت عليّ كل السبل، جثوت على ركبتي وسجدت سجدة بين يدي الخالق ،بكيت بحرقة ،فاخترقت دموعي الارض وسمت نحو العلياء شقت طبقاتها شقا وعادت بأعجوبة العصر لتخبرني أن أنتفض كطير مذبوح وأرتفع في شموخ ،لان الحبيب استقبلني وضمني وكساني بالحنان ،ماعدت كسيرا ماعدت أسيرا للاوهام ،فأنا به أقوى وعلى أرضه أسعى وعليّ ان أستمر .
شحنة بل صعقة نزلت على الوجدان أسلمته الى بارئه الحبيب ليلخص مايريد ،ويترجم مايأمل منه العبيد ، بقيت في ذلك المقام المسعود ،بقيت لأنني مازلت موجودا ،بقيت لأن نبض قلبي معدود ،استرجعت أنفاسي بعد شهقاتي ودعوت الله وقلت ياالله يامن انت فعال لما تريد ،سلمت ارادتي لما تريد .
و رفعت جبهتي وقد كلّلني الحبيب بتاج الإرادة التي وجدتها في سجدة خالصة لله .
الارادة سر مكنون في كيان كل واحد منا تحتاج رحمة من الخالق كي تزهر في أرواحنا فتهبنا الاستمرار .
انها لؤلؤة الروح التي يشع بريقها في عتمة الحياة لترشدك الى درب الخير .
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة