.في الذاكرة حملت كتبي المختارة،سجلت عناوينهم في ورقتي الخاصة.وخرجت سعيدا ومبتسما على سرعة الفرح كي أصل محطة القطار..لأخذ تذكرة السفر نحو البيضاء.حيث وصل قطار آسفي ..فركبت وأخذت مكاني المرقم ٢٣ حيث بدأت أشاهد الناس يتسابقون لأخذ أمكنتهم التي أصبحت تحمل الأرقام..مما جعل النظام يسود على العموم.فانطلق القطار يمر ..مغادرا مدينة التراب..متجها إلى بن كرير معقل الرحامنة...عابرا أراضي غالبتها جافة تعاني قلة المطر..حيث داخل العربات ما يشاهد هو إنغماس الناس في آلة التلفون وعجائبها..نادرا ما تشاهد شخصا يقرأ كتابا أو صحيفة لكن ما يلاحظ هو تعاطي الأكل كثيرا .وصلنا بن جرير لتغيير القطار.المتجه نحو البيضاء..فانتظرناه قليلا.حيث وصل معطلا.فركبنا كما العادة في الأمكنة المرقمة ،.حيث يلاحظ كثرة الزحام والتدافع..لكن على العموم مرت الأمور بخير..داخل القطار يسود الصمت الغريب..غالبا ما تسمع موسيقى أو أغاني..الكل داخل القطار منعزلا والوحدة تسكن العقول.
خرجت من مكاني بعض الدقائق للنسيان.لأنسل من ضجيج الصمت المتعمد. سكبت نوعا من الذاكرة في سكون الوقت.لأتذكر رحلاتي القديمة مع الأصدقاء..بأفراحها وعجائبها الجميلة حاملا تعويدة التاريخ..وربما الحلم مر من أمامي على جبين الحظ..مسحت فرحة الحب بقلبي التي سكنتني وأنا في فرحة كبيرة للوصول الى مدينة أعشقها وأحبها منذ طفولتي..لأسترجع حنين الذكريات..لأهمش شوقي الجميل.لأرى بعض الناس يحاولون جمع الأوراق من طاولة المكان..فإذا بنا نسمع جرس القطار يرن بالوصول سلامة..حيث خرج صوت المذيعة الرقيق معلنا عن وصول القطار الى محطة البيضاء المسافرين. فنزلنا بسرعة..حيث اشتريت جريدة وجلست أحتسي كاس قهوةسوداء لأنعش ذاكرتي. وبعد لحظة أخذت الطاكسي متجها الى الحي الذي أود فيه. زيارة أقاربي..لأقضى بعض الأيام في مدينة عملاقة متناقضة في كل شيء..
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة