كذي إرمٍ بلا تلكَ العمادِ
هنا حلمي غدا مثلَ الرمادِ
أُلملمُ من كثيبِ الآهِ جرحًا
وألبسُ فوقهُ ثوبَ الحدادِ
ذهبتُ إلى الطبيبِ لكي يداوي
فؤادًا ما به غيرُ التنادِ
فلملمني ولملمَ ما تشظّى
فهذا الهدمُ من ضغطِ الزنادِ
سأتركُ بعضَ آلامي وأمضي
وأجعلُ من قصيدِ الضاد زادي
وآخذُ من شفاهِ الريحِ حرفًا
وأسندُهُ بلاماتٍ وضادِ
على القرطاسِ قد أغفو واغفو
فقد أوقظت من غلي المدادِ
وأزرعُ في ربيعِ الحرفِ شعرًا
وأحصدُ منه أيامَ الجَداد
فمن يسقي العطاشى من حروفي
ومن يهدي القصيدَ إلى الرشادِ
على أرضي الحزينةِ قد تبدّى
حنانُ الأمِّ من بين الودادِ
فيا ليتَ القماطَ قماطُ أمي
يُطبّبني بلا لفِّ الضمادِ
إلى اللحدِ الذي لا بدَّ منه
عسى قبري على ذاكَ المهادِ
فأسمعُ هدوةَ التحنانِ جنبي
أُردّدُ بعضَها والحضنُ شادي
فليتَ القربَ من أمي دهورٌ
وياليتَ البلاءَ على البعادِ
شحذتُ الآهَ واللوعاتِ فيها
وأسرجتُ الهمومَ على جيادي
فإن شرعَ الزمانُ لخطفِ أمي
فما لبسي سوى هذا السوادِ
وما دمعي سوى المهراقِ دمًّا
وما حزني سوى سبعٍ شدادِ
وما يومي الذي ألقاهُ بشرًا
وما فرحي الذي أرجوهُ بادي
تهدّمَ ركنيَ البالي فأضحى
منامي فوقَ أشواكِ القتادِ
سويعاتُ الزمانِ وأنتَ فيها
بلا أمٍّ كغطرسةِ العتادِ
ولو جُعلت يبابُ الأرضِ قصرّا
وحورُ العينِ في المبنى تنادي
فما أنساكِ يا أمي فلا لا
وايمُ اللهِ مسؤولُ العبادِ
تلاحقُني السباعُ بأرضِ قفرٍ
فحتى النملُ يلتمسُ اصطيادي
فقد أوديتُ من فرطِ البلايا
وذا قلبي يهيمُ بكلِّ وادي
على ذكرى الحبيبةِ طالَ عمري
على ذكراكِ يا أمي اعتمادي
أنا المرتادُ ماضيكِ لأُسقى
فهل ترضينَ يا أمي ارتيادي
أقاتلُ كي أصونَ مقدساتي
ففيكِ اليومَ إذ يحلو جهادي
فأدمنتُ القصيدَ لأجلِ أمي
أنا السكرانُ من ذاكَ اعتيادي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة