إليكم الجزء الثاني من قصة "الاختيار الصعب"
و في صباح اليوم التالي سافر "محمد السقا' إلى القاهرة ليتسلم عمله كمهندسا في إحدى شركات الإنشاءات للمباني الحديثة في القاهرة منتظرا بفارغ الصبر إبلاغه بموافقة السيد "أحمد البكري" وأسرته على خطبته و زواجه من ابنته "سارة أحمد البكري." و يملأ قلبه الأمل أن ينال قبول "سارة "محبوبته و شريكة ذكرياته له دون ابن عمها من عائلة "البكري" و التي تزوجت أختها الكبرى من أحد أبناء العائلة و لم تجن إلا التعاسة حيث كان أطفالها الثلاثة يعانون أمراضا خلقية نتيجة زواج الأقارب.
و في مساء ذلك اليوم اجتمعت أسرة السيد "أحمد البكري" لاتخاذ قرارا باتا و حاسما حيال خطبة و زواج "سارة".
أ يقبلوا محمد السقا المهندس ذو المستقبل المشرق والعلم و الخلق ؟أم يرضخوا لزواجها من ابن عمها ويكون مصيرها مظلما بائسا مثل أختها ؟
كان حوارا مثمرا رشح عنه استحسانا و قبولا "لمحمد السقا".
لكن السيد "أحمد البكري" لم تسعفه أفكاره كيف يصل إلى طريقة تجنبه إحراجا مع عائلته.
بادرته الأم بضالته ، قالت أنه يمكن إتمام خطبة "سارة "و زواجها من "محمد السقا" بالقاهرة في منزلهم بعد عودتهم مع بداية العام الدراسي حيث مدارس الأبناء.
وافق الكل على الفكرة و أن يتم دعوة عائلة السيد "أحمد البكري" يوم الزفاف و وضعهم أمام الأمر الواقع.
و بعد برهة سمعوا دقا على الباب,من الطارق في هذا الوقت ؟
إنه السيد "ابراهيم البكري" و معه ابنه "ممدوح"!!!
و لم تمر سوى لحظات حتى طلب السيد "ابراهيم البكري" يد سارة لابنه ممدوح.
بادره السيد "أحمد البكري" بأن الأسرة ليست على استعداد للرد الآن لأن "سارة "ستقوم بعمل دراسات عليا بالقاهرة.
يرد السيد" ابراهيم البكري" بأنه لاداعي لشهادات!!!
و أنه سيشتري ل "سارة" سيارة خاصة وإيداع مبلغا كبيرا من المال في حسابها بالبنك وسيشتري لها كمية كبيرة من المجوهرات،
يرد السيد "أحمد البكري" ،أنه سيستشير "سارة "
أثناء إقامتهم بالقاهرة.
يرد علية "السيد ابراهيم" ؛
منذ متى, والعائلة تأخذ رأيا لبنت؟!!
يرد عليه إنه الشرع و السنة.
ذلك مالم يعتقده السيد "ابراهيم" وباقي العائلة!!!
و بعد أسبوع عادت أسرة السيد "أحمد البكري" إلى القاهرة و بعد أيام اتصلوا ب "محمد السقا" و ابلغوه بالموافقة و بالطريقة التي سيتم بها زواجه من "سارة".
يبادر "محمد" أنه قد حاز شقة تمليك في إحدى بنايات شركته و مجهزة وأنه سيسرع في إعدادها لتليق بمحبوته "سارة" و أسرتها الثرية.
كان "محمد" يقضي عطلاته مع "سارة" و إخوتها و أخواتها, فكانوا يذهبون للحدائق و المتنزهات أو يستقلون مراكب وفلوكات في النيل لتزدان بؤرة ذاكرتهم بمزيد من جميل الذكريات!!!
جاء يوم العرس, حضر والد "محمد" و أمه إلى حفلة الزفاف و قليل من عائلة السيد "أحمد البكري" !!!
فلم يكن واردا لديهم إتمام زواج "سارة" من "محمد"!!!
تطير "سارة" من الفرح لأنها تزوجت الشخص الذي أحبته بمقوماته العلمية ومكانته التي وصل إليها!
تلك المقومات التي تناسب مقوماتها من حيث العلم والثقافة التي ستكون بها قادرة على إسعاد "محمد" و أبنائها.
إنها الحياة التي حلما بها لاتنغصها عادات بالية عفا عليها الزمن و التي تأكدت نتائجها الكارثية
في زواج أختها الكبرى من ابن عمها وجنت تعاسة مابعدها تعاسة!!!.
ستلاقى "سارة" الحياة بقلب مفعم بالأمل ستسعد بها و تسعد "محمدا" بها و كذا أبنائها.
و سيكون لدى السيد "أحمد البكري" وأسرته قناعة بأنهم قد اتخذوا القرار الصحيح لزواج ابنتهم سارة ،غير عابئين بالنتائج التي ستترتب على هذا الزواج مع عائلته ذات التقاليد البالية و العقيمة و الفاسدة ، طالما أن ذلك ما سيسعد ابنتهم و حياتها المقبلة.
للشاعر والاديب د/زين العابدين فتح الله
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة