دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

لجام الأقدار...🖌 بقلم / ضي الجلاد


لكم هو جميل أن تتحكم طواعية في ريشتك الخاصة، فتخوض دربها حيثما شئت وأينما ارتضيت ذهابها وإيابها بوئام...تأمرها يمنة فتستجيب يسرة فتلبي النداء حتى تظن مغيّبًا أنها أذعنت لك بهوان...

أيًا كان... 

هو كذلك يا صاح...أنت من لبى صياح هوة الظلام...لم يجبرك أحد على الرضوخ لسوطه العقيم يا عزيزي..كنت حرًا طليقًا حتى أعرضت عنها وألجمت نفسك بكلتا يديك...فلا عاتق ولا معتوق ولا صوت يسمع سوى ترانيم بؤسك التي جابت الكون...

أتراه سيكسو القادم منك بلون نارّي أم ترابّي؟ هذا ما سنعرفه قريبًا...

هل ترى ذلك الأشيب؟ هذا رااائع.. 

إذن أبكم نواحك وتابع ما سيحدث هنا... 

- سيدي سيدي..لقد شارف الوقت على الانقضاء ولازالت الألوان لم تجف بعد...لو عادت الحياة للأرض مرة أخرى سيفوت الأوان على إصلاح ما سيفسد حينئذ... 

= إصمت ودعني أنتهي من تلك التي بين يدي وسنتحدث لاحقًا عن أمر أرضك التعيسة...إنظر...لم تمض سوى 27 سنة وتبقت ثلاثًا فلمى العجلة؟!...أمرك غريب..دعني أركز وإلاااا... 

- حسنًا حسنًا لم أتفوه بأي شيء..ولكن تذكر أنني حدثتك عن الأمر فلا طائل لي بما سيحدث...

= هههه..ما تبقى من الزمن كفيل بحفظ كلماتك..لا تنسى أن ذاكرتي تمحى عقب اكتمال القرن فلا داعي للقلق...صحيح..كيف حال صولجانك الآن؟

- مممماذا؟..لللم أأخبر أحدًا بال... 

= لا داعي لذلك..أنسيت من أنا؟!...

إبتسم الأخير وقد رمق معاونه بنظرات ملؤها التحدي والسخرية ليبادله الأخير بزفير ضاحك مخمدًا لهيب جسده لتتجمد ذخات العرق داخله وغادر ليكمل سيده ما عزم على إنهائه، وما إن طرقت مسامعه صوت إيصاد الباب حتى تحولت الغرفة من جديد لسابق عهدها قبل دلوفه إليها وتتحول ريشته لما كانت عليه قاطعة لا ترحم، توهجت حدقتيه وعصفت عباءته واستطالت أطرافه وتعددت داخل إطار مشهد مروع تتقاذف له القلوب والأبصار... 

ولكن.... 

أتراه شعر بذلك الفأر الذي توارى أسفل ذراعه السابعة أم أنه استنفذ كل طاقاته للولوج للعالم الأرضي البهيج؟ 

هذا ما سنعرفه قريبًا... 

-تدمر النجم يا صديقي ولازال سيدك عازمًا على مواصلة التلوين! ستحل نهايتنا نحن لا هو...ما الذي سنفعله الآن؟ 

=لا أعلم..سئمت الإصغاء لتراهاته التي لا تنضب..بت عازمًا على العودة إليها فلا سبيل للخلاص بجواره هنا..فإما محترقًا أو مغطسًا بفرشاته الرخوية تلك...آاااااه...كيف نسيت أمرهااا؟! 

- أمر ماذا؟! 

=أتتذكر غرفته القديمة التي عتّقها بالتعاويذ لتتخمر بها طيلة غيابه عنها؟...نعم نعم تلك التي خطرت لك الآن...عندما كنت أتأكد من إنغماس العقارب بالزئبق لامست أناملي قداحة أرضية اشتعلت فور ضغطي عليها ليندفع خيط ذهبي مضيء خارجها أحرقني حين حاولت الإمساك به...وقتها تغيرت أجواء الغرفة لألمح ثلاث خطوط مضيئة متصلة تخبو خلف صولجان العهد...ما أريد إيصاله لك هنا أنه وبلا شك باب يودي لعالم آخر أو ربما لمكان مستعمرة المتلاعبين...نعم نعم...إن سيدنا يتقاذفنا بين ساعديه ونحن لا ندري أن الخلاص من لجامه حقيقي وليس مستحيلًا كما أوحى لنا...

- ما الذي تنتظره دعنا نذهب الآن ولنتخلص من هذا السجن برمته؟ 

= تمهلللل..لا تتعجل الأمر...يجب أن نبلغ الباقين بما طرأ ليحزموا ما غنموه وننطلق قبل بزوغ النجم الجديد...

- وماذا عن... 

= لن تعرف عن الأمر شيئًا الآن...دعها تتلون قليلًا ثم سأمنحها الإكسير المضاد لتعود كما كانت من ثم سأجذبها لدربنا بطاقتي فلا بأس بإغشاء الأمر عنها...من الآن وصاعدًا لن يكون قدرنا ملكًا لأحد سوانا...فصانعوه هم نحن وليس هو...صحيح لا تسهو عن أمر نظارته فبها يستدل على خطى الجرف السحيق..

- حسنًا سأتولى الأمر من هنا وأكمل ما بدأته هيا أسرع فلم يبقى الكثير..علينا الوصول قبل قرع الناقوس لنكون بمأمن عنه..وإن لم نفلح فسنلجأ للمتلاعبين فلابد لنا ببعض من معونتهم بعد إنقاذنا لفرد منهم ولربما أغاثونا بقطرات من جرار طيفهم تلوذ بنا من براثنه.. 

=حسنًا هيا بنا... 

هذا مزعج أليس كذلك؟! 

أن تشعر باختلاط الأمر عليك كمزيج من الحقيقة والغموض تجانسا سوية ليشكلا حبلًا عُقد منتصفه ، وإن حُل كانت لك البداية. 

ولكن فكر مليًا..فبدايتك تنتظرك على خط النهاية بصمت وتثاؤب مقيتين فلا تطل مكوثها وإلا ودعتك كطيف قصر حزين نأى عن الحياة بمن فيها. 

هذه هي الحياة، تتلاعب بمن شاء العيش كضحية للأهوال تتقاذف به الحيرة والخذلان، فإما أن تكون ممن أحكم وثاقه عليها أو ممن أُذعنوا لجبروت صولجانها اللوني.


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع