الحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية والبابلية والسومرية والأشورية ... وغيرها الكثير من تلك الأمم والحضارات التي تركت آثاراً مدهشة خلدها التاريخ في أبهى صفحاته وتركت للتراث الإنساني الكثير من المعارف التي تزهو بها الإنسانية حتى هذا اليوم ...
وتلك الحضارات إنما وصلت إلى ما وصلت إليه نتيجة لإكتشافها للسر الخطير الذي مكنها من النهوض والإستمرار لفترات طويلة من الزمن ... شيدت خلالها ما تفخر به الإنسانية إلى يومنا هذا ... وفي كافة فروع العلم ...
السر المكنشف ( حسب أصحاب ) تلك النظرية ... والذي بقي طي الكتمان لا يعرفه إلا الأعداد النادرة من الفلاسفة والأدباء والفنانين والحكماء ... وقد نشره أحد المؤرخين ليطلع عليه العامة لتغلب السعادة والرضا عل المجتمعات الإنسانية بكل أطيافها الغنية والفقيرة ... المثقفة ..، وربما الجاهلة أيضا
ذلك السر إنما يتمثل بكلمة واحدة ... وهي ما يدعون أنه ( قانون الجذب ) ويقولون أنه قانون علمي حقيقي مثله مثل ( قانون الجاذبية ) ... وقد اخرجوا مئات الدراسات العلمية والفلسفية والنفسية للتأكيد على صحة هذا القانون ... ولا مجال في هذا البحث الوجيز والمقتضب وهذه العجالة من الخوض في غمار تلك المؤلفات
إنما يمكننا تلخيص أهم نقاط تلك البحوث بما يلي
١ _ الكون عبارة عن طاقة مطلقة القدرة ترسل ذبذباتها بترددات هي أشبه بالموجات الإذاعية أو الكهرطيسية ... والطاقة على نوعين ... ( سلبية و إيجابية ) ... وأن للإنسان في جسده ستة مستقبلات للطاقة ويقولون سبعة تدعى ( بالشاكرات )
٢ _ فإذا سيطرت على الإنسان المشاعر السلبية والإكتئاب ... يكون في الحقيقة قد أعَدٌَ مستقبلاته ( الشاكرات ) لأن تتلقى من الطاقة الكونية فقط ما هو سلبي وكئيب ... فيغرق بالكئابة والسلبية إلى ما شاء الله
٣ _ أما إن هو أشاع في أعماق نفسه أجواء التفاؤل والسعادة وأخذ يحلم بالحياة الهانئة المشبعة بالرقي ... فإنه يكون قد أعدٌَ مستقبلاته للطاقة الكونية الإيجابية ... وهي بدورها تمده بكل ما هو إيجابي وجميل وتسمو بنفسه ... الأمر الذي يجعل من أحلامه أمراً قابلاً للتحقيق وأن ينتقل من عالم الحلم والواقع الإفتراضي ... إلى الواقع الحقيقي ... بحيث يحقق ذلك الإنسان سواء أكان فرداً أو مجتمعاً كل الأهداف والطموحات التي يصبو لها .
٤ _ لا يكفي للإنسان أن يحلم وأن يتمنى في الوقت الذي يكون إيمانه ضعيفاً أو غير راسخ بقدرة ( قانون الجذب ) ... وأنا أقول ... بل بقدرة خالق الكون
فلا يمكن لفعاليات هذا القانون أن تعمل كما يزعمون
في حين أن فعاليات هذا القانون تعمل بأقصى طاقاتها على تحقيق كل الأحلام مهما تكن ... طالما كان الإيمان بقدراته إيماناً راسخاً لا تشوبه شائبة كما يدعون
٥ _ يجب أن تكون أحلامنا بصيغة المضارع وكأن ما نحلم به ونتمناه ... نمتلكه فعلاً وهو بين أيدينا وليس مجرد أحلام وتمنيات ... وإن يكن الأمر كذلك فمن الصعوبة بمكان تحقيق ألأحلام ... وعندها لن يعمل قانون الجذب إطلاقاً ولن يصل الإنسان إلى ما كان يصبو إليه
٦ _ إن ( لقانون الجذب ) آثاره الدينية والإجتماعية متمثلة بالقول اكريم ( تفاءلو بالخير تجدوه ) ... وبشرو ولا تنفرو
وأنا أقول كما يقول قرآننا العظيم ... ( من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) ... وكذلك قوله تعالى ...
( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )
وكل واحد منا يلحظ في حياته وفي تقلبات مذاجه أن الحزن والكئابة يجلبان الأحزان بشكل تراكمي ومستمر يصبغ مجمل حياته بتلك الصفات التشاؤمية والسلبية المقيتة...
في حين أن المتفائلين دائماً تراهم سعداء يبتسمون ويواجهون تقلبات الحياة بعقيدة راسخة بأن الأحزان والعقبات والمصائب لا بد وأن تزول وأن يحل الخير والفرح بدلاً عنها ... وقد قيل بالأمثال ( عاشر السعيد تسعد )
وقد مارست هذا العلم ( ولكن على طريقتي ) في حياتي الخاصة ونصحت فيه الكثير من الأصدقاء وقمت بتدريبهم عليه ... وذلك لأن إتقانه يحتاج إلى إضطلاع واسع ومعمق ... والأمر ليس سهلاً ولا مييوراً للجميع لأن ترويض النفوس من الأعمال المجهدة التي لا يملك الكثير من البشر القدرة عليها أو الإيمان بها أساساً ... فجهاد النفس هو الجهاد الأكبر ... وهو المهمة الأخطر ...
بسم الله الرحمن الرحيم ... ( ونفسٍ وما سَوٌَاها فألهَمَها فُجورَها وتَقواها ) صدق الله العظيم ...
ومع إدراكي المسبق لما يمكن أن تثيره هذه المقالة عند بعض البشر الجدليين بطبيعتهم ... لكنني لم أتردد بكتابتها عسى أن تساهم بإزالة الغُمٌَة والتشاؤم عن الكثير من البشر وأن يهديهم الله تعالى إلى الطريق القويم ...
ألا بذكر الله تطمئن القلوب ...
أتمنى كل الخير والمحبة لجميع الأصدقاء
بقلمي
المحامي. عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة