دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

أميمة معتوقي تصور : //#الــكـــذب //


============

إن الكذب لهو أبشع ما يمكن أن يحمله الإنسان من صفة، فاجعة كبرى بحق المرء أن ينعت بالكاذب فما هو الكذب وما هي أسبابه وماهي وجوهه يا ترى؟! 

الكذب هو أن يتحدث الإنسان بما هو غير صحيح ولا يمت للحقيقة بأي صلة كأن ينكرها أو يغيرها أو يختلق أموراً و أحداث غير موجودة ولم تحدث قط أو ربما حدثت ولكن ليس كما يصورها هو حيث يخضعها لتحريف أو زيادة أو نقصان الأمر الذي سيكون له نتائج وتداعيات تؤذي شخصاً أو أشخاص بطريقة أو بأخرى.

قد يلجأ الإنسان للكذب لينقذ نفسه من ورطة ما أو ليوقع غيره في ورطة ما أيضاً غير مدرك أن الصدق منجاة والكذب مهواة وأن الله سيحاسبه على إخفاء الحقائق و تمويهها وفي ذلك قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام (لعن الله الكاذب و لو كان مازحاً) إذا الكذب مرفوض ومحرم والمزح غير مبرر له على الإطلاق. 

وفي هذا أود أن أقول أن أمي لطالما كانت تكذب علينا أنا وأخوتي، وإذ أننا من أسرة فقيرة فكانت عندما يكون الطعام قليل تقول أمي كلوا فأنا لست بجائعة وكل منا كان يعلم بأنها أكثرنا جوعاً ولكنها تفضل أن تترك لنا حصتها، تكون متعبة بوجه أصفر أرهقه العمل والسهر والتعب لأجلنا ولكنها في كل مرة عندما نسألها عن حالها كانت تقول أنا بخير أحبتي لا تقلقوا ثم تكابر عائدة للعمل لتثبت لنا صحة ما قالت، وكم من مرة أخبرتنا أننا في كفاية وغنى في كل شيئ وكانت تعدنا دائماً بالأفضل و أنها ستؤمن لنا كل حاجيات المدرسة من لوازم وألبسة لنكتشف فيما بعد أنها مرهقة حد السقوط لكثرة تراكم الديون عليها لجارتنا أم سعيد.. ولكن هل علي أن أعتبر هذا كذباً أم تضحيات!؟ 

وكم مرة كذب الشتاء علينا، تلبدت غيومه فاسبشرنا بالمطر الوفير وسرعان ما تبددت وأطلت شمس لا رغبة لنا هذه المرة في نورها.. 

كم كذب باب بيتنا، وكم من مرة طرق هذا الباب فقلنا عاد أبي من الموت، ليخبرنا الباب أن رحى الحرب لاتعيد من دهسته ثم ابتلعته بتلذذ كبير وليجبنا رجل من خلف الباب معرفاً بنفسه أنا جابي من شركة المياه. 

كبرت وتعلمت وتشكلت لدي القدرة على التفريق بين الكذب الأسود المدمر والكذب الأبيض المعمر. 

وتمضي الحياة بين حقيقة مغيبة وكذبة حاضرة ولكل موقف حمل كذباً له من الأسباب ما له وعليه من المآخذ ما عليه ولكنني لا أعتقد أن الكذب إلا أمراً يرفضه وجداني ولطالما سأبتعد عنه ما حييت. 


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع