سلام عليكم من الله و رحمته وبركاته.غمر الله
أيامكم و دهركم بكل خير وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة و آتاكم من كل ما سألتموه.
أحبتى فى الله ولنا وقفة مع الذكرى العطرة للهجرة المباركة التي كانت نقطة تحول في تاريخ بناء وإقامة دولة الإسلام فى مدينة رسول الله (يثرب)بعد حصار قريش للرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين فى مكة المكرمة، فكان إذنا من الله لرسوله بالهجرة إلى المدينة المنورة مع الصديق أبا بكر رضي الله عنه، بعد ما تعهد أهل يثرب( الأنصار ) بإيواء الرسول وأصحابه المهاجرين.ولأجل هذا الإيثار من جانب الأنصار، و الجهاد ،و التضحية من جانب المهاجرين بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله ،أنزل الله فيهم قرآنا يتلى إلى يوم الدين، (إن الذين هاجروا و جاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله والذين آووا و نصروا أولئك بعضهم أولياء بعض) و كذلك قال تعالى، (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا و ينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون*والذين تبوءوا الدار و الأيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم و لايجدوا فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)قمة التضحية فى سبيل لإعلاء دين الله.
وبعد انتصار الإسلام وبعد أن قوية شوكة المسلمين فى المدينة ،مرورا بسنوات عجاف؛ تعرضت المدينة لمؤامرات من قبائل شتى؛ تحالفت مع قريش و ظاهروها ضد الرسول الكريم وأصحابه ,للقضاء على الإسلام
ومرورا بغزوات جليلة مثل بدر وأحد والأحزاب, حيث خرج بعدها الإسلام فتيا دانت له معظم شبه الجزيرة العربية ,وتم فتح مكة ودخولها الإسلام في العام الثامن من الهجرة النبوية الشريفة. ومن ثم، لم يعد لأهلها هجرة بعد الفتح.(فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا)صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن ثم, تدخل الأمة فى هجرة وجهاد من نوع آخر.
و من الدروس المستفاد من الهجرة:
_أن الله قد حفظ رسوله فى رحلة الهجرة هو والصديق ,حتى بعد وصول كفار قريش الى الغار الذى أقاما فيه.وقد كانت كلمة الله هي العليا و كلمة الذين كفروا السفلى بفضل جنوده الذىن أرسلهم لحماية الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه أبا بكر رضى الله عنه.وكانت قدرة الله إذا شاء أن يرسل للنبى، الروح الأمين بالبراق ليركبه ويصل إلى المدينة فى لمح البرق ،كما حدث في ليله الإسراء والمعراج ولكن، ليعلم صلى الله عليه وسلم, امته ,الجهاد فى سبيل الله و إعلاء دين الله، بالمال والنفس و ليعلمهم معنى التضحية، لأن ثمنهما غال وهو رضى الله،ثم جنة الفردوس التي تستحق الجهاد بأعلى درجاته.
_التمحيص للمهاجرين والأنصار، ليعلم الله ورسوله الذين صدقوا ويعلم المنافقين.
فاقام الرسول، ومن بعده الخلفاء الراشدين دولة الإخاء والعدل والتراحم فى كل أمصار الدولة؛ ففتح الله لهم بلاد الشام و الفرس و مصر وبلاد المغرب؛ حتى وصلت حدود الدولة الإسلامية من الأندلس وحدود فرنسا غربا إلى حدود الصين شرقا ؛ومن الأناضول والبوسنة شمالا وحتى أواسط وغرب إفريقيا.جنوبا.
واستعاد المسلمون بيت المقدس في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه. و قد
استمرت المؤامرات على الإسلام و تحالف عليه
أعدائه و ظلوا فى عدائهم و مؤامراتهم للقضاء علىيه إلى عصرنا هذا فتكالبوا على الأمة ونهبوا ثرواتها ؛ ليضمنوا الهيمنة عليها إلى أن وصلنا إلى عصر الفرقة والوهن والضعف وتركنا ثوابت الإسلام !
فأصبحنا بلاحول و لا قوة و أصبحنا مفعولا بنا
. لافاعلين!!!.
لقدأفقروا الأمة لدرجة أنها لم تعد تنتج حتى مايكفيها من غذاء أو الات أو دواء وتعتمد على غيرها فى كل ضروريات حياتها!!!!
وشهدت العقود الاخيرة تدمير دول بأكملها وتهجير شعوبها وضياع ثرواتها ، وأصبحت المنظمات الدولية لا تقوم بدورها المنوط بها على الوجه الأكمل في تحقيق السلم و الأمن لشعوب العالم المستضعفة !
و تقف الأمة الإسلامية الآن في مفترق طرق ومن ثم ، فلابد من العودة إلى ثوابت الإسلام مثل:
_هجرة ثقافات دخيلة تحارب وتهدم الدين
_البعد عن المواقع و القنوات التى تصرف شبابنا عن الدين وتشيع الفاحشة وتغيب الشباب وتقضى على دوره الفعال فى بناء المجتمع.
_تعاون أغنياء المسلمين فى توفير فرص عمل للشباب .
_تأسيس جمعيات ومجمعات تعاونية تساعد الشباب على الزواج وإنشاء مشروعات صغيرة،
وتوجيه الشباب بطاقاتهم إلى العمل والإنتاج، وفهم الدين الصحيح و الأخذ بأيديهم بدعم من كل الطبقات القادرة .
_إشاعة روح التعاون والتراحم بين طبقات المجتمع و نبذ الفرقة والشقاق والبعد عن الأحقاد و المكائد والكراهية والبغضاء.
_لابد ان يكون الاهتمام بالأطفال و الشباب و الأمومة من أولويات الأمة لانهم مواطن قوتها وبناء مستقبلها.
_لابد من تعاون الجميع في مساعدة الفقراء و المحتاجين و كفاية حاجاتهم كما حثتنا الشريعة الإسلامية السمحاء.
وفى الختام ندعوا الله أن يرفع الغمة عن الامة وتعود لسابق عهدها لتكون كما أرادها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
و كل عام والأمة الإسلامية و العربية بخير.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة