دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

حكاية الطفلِ والداعشي بقلم / د. أسامة مصاروة



"اعدِمْهُ قلتُ لكَ اعدمْه
هيّا اذْبحْهُ، لا ترْحَمْهُ،
هيّا اقْتلْهُ إنْ لم تفْعلْ،
حالًا تُذْبحْ، فورًا تُقْتلْ"
"لكنّي طفلٌ لا قاتلْ،
والقتلُ بلا ذنبٍ باطلْ،
وأنا مخطوفٌ من بيتي
مع أصحابي أيضًا أختي."
"الموتُ لِمنْ يعصي الأمْرا
والموتُ لِمنْ يبغي الكُفْرا،
هيّا اقتُلْهُ كي لا تُشنقْ،
هيّا اذبحْهُ كي لا تُحرقْ"
"لكنْ هذا رجلٌ فاضلْ،
رجلٌ ورِعٌ أيضًا عادلْ،
فبأيِّ العدلِ إذًا يُظْلمْ؟
وبأيِّ الحقِّ هُنا يُعدمْ؟"
"مَنْ ليسَ معي فَاعلمْ عَندي
هوَ ضدُّ اللهِ إذًا ضدّي،
فاقتُلْ واذبحْ من يعصيني،
حتى لو فرَّ إلى الصينِ،"
أرجعْني الآن لِمَدْرَسَتي،
لمُربِّيَتي ومُدرِّسَتي،
أرجِعْني الان إلى كُتُبي،
وإلى أمّي، أختي وأبي."
"اخرسْ وانفضْ عنكَ الكسَلا،
ما عدتَ صغيرًا بلْ رجُلا،
اقتُل واذبحْ خرّبْ فجّرْ،
حتى المسجدَ احرقْ دمّرْ."
"ما زلتُ أنا طفلًا جاهلْ،
والطفلُ بريءٌ لا قاتلْ،
باللهِ أعدْني للملعبْ،
لمْ ألعبْ بعدُ ولم أتعبْ
من عمقِ جحيمٍ أقْبلتم،
والموتَ بِنا قدْ أنزلْتُمْ،
مزّقتمْ كلّ دفاترِنا،
وكسرْتمْ كلَّ محابرِنا."
"انساها منذُ الآنَ انسَ!
إنسَ الأوطانَ كذا الدرسَ،
قلْ لا للدفترِ والقلَمِ،
قل لا للرايةِ والعلَمِ."
وطني يحتاجُ لمنْ يعلَمْ،"
وَلمَنْ يبني لا مَنْ يهدمْ،
وطني يحتاجُ لمَنْ يعملْ،
وَلِمَنْ يسعى لا مَنْ يقتلْ."
يبدو لي أنّي لنْ أنْجحْ،"
في جعلِكَ جنديًّا يذْبحْ،
الموتُ إذًا حلّي الأمْثلْ،
بالذبحِ لمنْ عِندي يفْشلْ."
لم يدرِ الطفلُ ولمْ يفْهمْ،
فكلامُ الإرهابي مُبْهمْ،
إرهابٌ يجلبُ كلَّ فناءْ،
إرهابٌ منهُ الدينُ براءْ.
في ثانيةٍ ذبحَ الطفْلا،
طفلًا حُرًا رفضَ القتْلا،
كرِهَ القهرَ، العنفَ، الذلّا،
طفلًا أضحى فعلًا رَجُلا.


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع