دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

الحرية السياسية والاجتماعية بقلم / فوزي فهمي


الحرية والإنسانية معنيان متلازمان .. بمعنى أنه لا وجود لإنسانية الإنسان ، إذا لم تكن هناك تلك الحرية ! والحرية فى الإسلام ، ليست هى الانطلاق وراء الأهواء والشهوات ؛ أو الإنفلات من كل الضوابط والقيود .. فهذه هى العبودية بعينها ! فالحر هو الذى يملك السيادة على نفسه .. والعبد هو الذى تملكه شهواته وأهواؤه ! والحر هو الذى يرتضى لغيره ما يرتضيه لنفسه .. والعبد هو الذى تحكمه الأنانية وتسيطر عليه الأثرة ! فالحرية معنى اجتماعى .. لا يتصور وجوده إلا فى مجتمع ، يأخذ أفراده منه ويعطون .. ومن هنا كان العقاب لهؤلاء (العبيد) من السلطة الحاكمة فى المجتمع ، بما تفرضه عليهم من قيود ، هو بمثابة حماية للحرية وليس تقييدا لها ! من البديهى والإسلام يكرم الإنسان هذا التكريم الذى لمسناه ، ويرفع من شأن دوره فى الأرض ، ويطلق دعوته إنسانية عالمية لجميع البشر بلا تفرقة بينهم إلا بتقوى أو عمل صالح ، ويجمعهم حول رابطة الأخوة فى الله .. من البديهى وهو يفعل هذا ، أن يكون فى نفس الوقت قد أعطاه حقه الكامل من الحرية وبكافة ضروبها . فى نطاق هذا الفهم الحق لمعنى الحرية ، يكفل الإسلام للإنسان كافة ضروبها وأنواعها : حرية الامتلاك .. حرية العقيدة .. حرية الرأى والفكر والقول .. حرية العمل والتصرف .. والحرية السياسية والاجتماعية . فحق الملكية الفردية حق ثابت فى الإسلام ، يمكن أن يقال عنه إنه مما علم من الدين بالضرورة . وهكذا احتفظ الإسلام لنفسه بحق واحد ..وهو حق التبليغ للناس .. لا تحول بينه وبين ذلك قوة . وهو حق ينبع أساسا من كون الناس كلهم عباد الله ومخلوقاته ؛ فمن حقهم بمقتضى هذه العبودية ، أن يبلغوا دعوة الحق وشريعة الهدى المنزلة إليهم من ربهم وخالقهم !.. فمتى تم هذا التبليغ ، ف(لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى) . (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) . ( فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر ) . فإذا تقررت حرية التدين والاعتقاد على هذه الصورة ، أصبح غير المسلمين فى المجتمع الإسلامى مواطنين من رعايا الدولة الإسلامية ، يسميهم الإسلام ( أهل الذمة ) ، لأن لهم ذمة وعهدا عند المسلمين .. لا يعتدون عليهم ( أى على المسلمين ) ، ولا يقاتلونهم ولا يظاهرون عليهم ولا يتربصون بهم الدوائر ويحاربون الإسلام فى عقر داره .. وهنا يكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم ، وتربط بين الجميع تلك (القومية التنظيمية ) . كذلك تنطلق الحرية السياسية والاجتماعية فى الإسلام بما لم تعرفه النظم البشرية من قبل ولا من بعد . فأمر المسلمين شورى بينهم ، واختيار حكامهم يتم داخل هذا النطاق وعلى أساسه ، وأشخاص هؤلاء الحكام ليس من حقوق غير ما لبقية المسلمين من حقوق ، اللهم إلا حق الطاعة وحق النصرة ما أطاعوا الله ورسوله .. إذ لا طاعة فى معصية . ثم إن المجتمع كله حكاما ومحكومين يلتقون جميعا على قدم المساواة عند شريعة من صنع الله ، فيتساوى الجميع فى طاعته وإنفاذها والخضوع لها والاحتكام إليها ورد كل نزاع إلى تعاليمها . فلإنسان مخلوق حر ، أعطاه الله الإرادة الحرة ، وعلى أساسها كانت التكاليف الدينية كلها ، وبناء عليها كان الثواب والعقاب .


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع