المجيء..من شهقات المواجع
.إلى الدم الفلسطيني..الضوء الذي باغت ظلمتي..
فلسطين :
مثلما قلت ذات أسى :
ها قد تعبت من الجري واللّهو
في حدقات السنين
هأ أنا الآن وحدي :
أصرخ من صمت البراري :
سلام على سوسنات
رمت عطرها في الحنايا
وعادت إلى أمّها الأرض
ألف سلام على زهرة لوز
تناستها الفصول
سلام على نرجس القلب..
حين يعيد البهاء لوجه فلسطين..
السلام على الراحلين
إلى موطن السنبلة
السلام على باقة الشهداء النّدية
وهي تُزفّ إلى غرغرات التراب
والسلام على آخرين حاصرهم السيل
..في منعطفات الذهول
* * *
دمشق :
هوذا الرصاص في نشوة الدّم والدمع..
يبحث عن قسمات قتيل..
يطارد على ضفة الجرح
أبهى الصبايا
يطارد على شفرة النّاي طفلا شريدا..
يجرجر نجما
يضيء في عتمات الدجى..
إلى كدر في الأفول..
ويعوي..
ثم يمزّق تلو القتيل القتيل..
* * *
بغداد :
هي ذي بغداد تتحسّس كلّ المواجع..
تخبئ شوقها..
في تضاعيف السيول..
وترنو بصمت إلى نقطة في المدى..
حيث الهدى والتجلي..
هي ذي عروس المدائن
تلمّ الريش من أقصى الأماني..
تنسلّ من حلم الفرات..
يكسّرها الحنينُ وتطرّزها المرايا..
هو ذا دجلة
يسرّح شعرها عند المساء..
يسلّمها لبياض الرّيح..
فيغمرها العويل..
* * *
بيروت :
سمعت بإسمك في أقاويل الرياح..
وظللتُ أبحث عنكِ
في كتب العواصف..
في المصاحف..
في احتدام الموج..
وانهمارات الفصول..
أنتِ تاج العارفين..
وأنتٍ معجزة اليقين..
أنتِ الحمام
يرتحل عبر ثنايا المدى..
أنتِ الحزن المبلّل بالندى..
أنتِ الهديل..
* * *
غزة :
أيتها القادمة..
من خلف الضَباب
من أساطير الحكايا..
أحتاج ذاكرة النوافذ
المطلة على الخراب..
أحتاج خياما
تدر ّصهيل الخيول..
أحتاج وجْدا ينبت على شجن القلب
ويغمره السحاب..
أحتاج حماما يحطّ على الرّمل..
يحرِس حزني ..
ويؤثثُ مدائنَ ترشح بالموت..
تنام في غيمة الرّوح..
محمد المحسن
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة