دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

( مرزوق وأبوتشت ٤ ) للشاعر والكاتب محمد يوسف مندور


أتم مرزوق تعليمه وتخرج من معهد المعلمين وأصبح مدرساً ولكن السعاده  والفرحه لم تكتمل للأهل فقد تم تعينه بإحدي مدارس مركز أبوتشت بمحافظه قنا بصعيد مصر إنذاك . 

فقال له الوالد مرزوق ياولدي أريد أن ازوجك بنت عمك الحاج احمد سلطان لتكون سند وعوناً لك بالغربه . 
قال مرزوق أمراً وطاعه ياوالدي ربي يطولي  بعمرك انت وامي واخواتي وان شاء لن أنساكم أبداً فأنتم علمتوني وربتوني وبتزوجوني  ربنا يقويني علي ردّ الجميل .
وفعلا قام والد مرزوق ومرزوق بالسفر بالقطار إلي مدينه كفر الدوار لزياره أخيه وخطبة إبنته لإبنه مرزوق وفعلا تم  خطبة بنت اخيه من والدها والتي قام بالترحاب بهم والموافقه علي طلب أخيه . وتم تحديد موعد وهو بشهر عشره بعد جمع القطن وتوريده للجمعيه وقبض ثمنه . وقد حال الموعد
وعلي الفور تم تجهيز مراسم الزواج وتم عمل حفل 
بالجرن أمام البيت وقد أحيا الحفل الشيخ محمد الفقي عليه رحمه الله بالأناشيد الأسلاميه والابتهالات حضره جميع الأهل  والاحباب
لأن والد مرزوق كان ميسور الحال ومحبوب من الجميع ودائماً يعطف علي الكبير قبل الصغير ،
وبعد الزواج بأسبوع حان موعد بدء الدرسه 
فقام مرزوق بشد الرحيل إذاناً لإستلام عمله بقنا وأخذ معه زوجته العروس ومعهم وبعض الزاد والزواد . 
وأخذ يودع أبوه وإمه وإخواته والدموع تنهمر من عيونهم جميعاً . 
وتوقف والد مرزوق لحظه عن البكاء  وقال مرزوق ياولدي أمانه لاتنسي أهلك ودايماً إسأل عنا. 
قال مرزوق ان شاء الله يأبتي أنتم أهلي ومالي غيركم أحد ولن أنساكم أبداً  . 
وسافر مرزوق لمقر عمله وقام بإستئجار سكن 
ليه وهو وزوجته . وإستلم عمله مدرساً لماده التربيه الفنيه والتي كان يحبها منذ صغره
وتعرف علي مدير المدرسه الأستاذ عبدالرحمن الحرز والتي بدوره عرف الأستاذ مرزوق علي زملائه المدرسين والجميع قام بالترحيب به . 
ولكن مرزوق أخذته دوامه الحياه ومشاغلها وبعد المسافه والتي تزيد عن تسعمائه كيلو بين قريته صُرد ومقر عمله بمحافظة قنا وقله الاتصالات والمواصلات بهذه الأوقات .
ونسي أهله وقريته وناسه وأحبابه وأخواته . وإنشغل مع أهل الصعيد الناس الأجواد ذو الشهامه والرجوله والصفات الحميده .وعمل معهم بالتجاره بجانب عمله مدرس  ونجح نجاحاً باهراً .
فتأثر الوالد تأثراً شديداً بغياب إبنه وقال هذه أخرتها يامرزوق ياولدي الله يسامحك يابني . فنحن لم نبخل عليك بشئ  ولكن الغايب حجته معاه .
وجاءت العطله الصيفيه ولكن مرزوق لم يأتي لزياره أهله . فزعل والده وتأثر تأثراً شديدا .
وقال لأمه لازم أشكيه للقاضي بمحكمه قطور
وفعلا قام والد مرزوق بشكوي إبنه مرزوق علي القاضي .
*دخل هذا الرجل العجوز أبومرزوق إلى المحكمه ليقدم شكواه فقال القاضي شكواك ضد من ؟؟ 
فقال العجوز ضد إبني مرزوق  فنظر القاضي إلى من معه من القضاة مستغربا كلام العجوز وسأله وما هى شكواك بالضبط ؟؟ 
قال ابومرزوق  أني أطلب من ولدي مرزوق مصروفا شهريا حسب أستطاعته قال القاضي وهذا من حقك على إبنك دون نقاش أو جدال .
فقال الأب العجوز ياحضرة القاضي رغم أني غني وغير محتاج إلى المال إطلاقا إلا إني أريد أن أخذ مصروف شهري من إبني مرزوق 
 فاستغرب القاضي كثيرا وتعاطف مع الموقف وأخذ بيانات الإبن واسمه وعنوان سكنه وأمر بإحضاره على الفور .
واجتمع الإبن بأبيه أمام المحكمة عندها توجه القاضي للإبن مرزوق سائلا هل هذا أبيك ؟؟ 
- قال نعم سيدي القاضي إنه والدي.
- فقال له القاضي هل تعلم أن أبيك تقدم بشكوى ضدك يطالبك بمرتب شهري وبمبلغ زهيد حسب قدرتك .
- قال الإبن مرزوق مستغربا كيف يطلب مني مصروفا وهو يملك الكثير ولا يحتاج نقود أحد.
- فقال القاضي هذا طلب أبيك وهو حر في مايطلب.
- فقال الأب العجوز  ياسيادة القاضي لو حكمتم لي  بجنيه واحد في كل شهر سأكون سعيدا شرط أن أقبضه من يده دون تأخير .
فقال القاضي نعم سيكون لك ذلك بكل تأكيد  فدعى الأب للقاضي بالصحة والتوفيق.
 وهنا أصدر القاضي حكمه على الإبن مرزوق قائلا : حكمت المحكمة على مرزوق ابن فلان 
*باعطاء أبيه مصروف شهري وقدره جنيه  واحد فقط حسب رغبة الأب دون إنقطاع على أن يكون هذا المصروف مدى الحياة على أن يسلم المبلغ من يد الإبن ليد الأب مباشرة دون وجود أي وسيط بينهما*
 وقبل أن يترك الأب والإبن قاعة المرافعة قال القاضي للأب أمام إبنه إسمح لي أن اسألك لماذا فعلت ذلك وشكوت إبنك مرزوق بالرغم إنه يعمل ببلد بعيد وأنت تعلم ذلك  وطلبت مبلغ زهيد جدا رغم إنك غني ولست بحاجة للمال ؟
 قال أبو مرزوق وهو يبكي بمراره ياسيدي القاضي إني أشتاق لرؤية إبني هذا وقد سافر لمقر عمله مدرسا بصعيد مصر وقد أخذته مشاغله الكثيرة مني ولا أراه أبدا رغم أن قلبي متعلق به تعلقا شديدا فهو لا يكلمني حتى على الهاتف الموجود عند دوار العمده ولأجل أن أراه تقدمت بهذه الشكوى مكتفيا بلقاء واحد كل شهر حتي أراه أنا وإمه وإخواته قبل أن نموت.
 فانهار القاضي ومن معه بالبكاء والوجع وقال للأب والله لو تكلمت بالسبب الحقيقي منذ البداية لأمرت بحبس إبنك مرزوق وجلده  أيضا.
 فقال الأب الوالد  وهو يبتسم ياسيادة القاضي وهذا الحكم سيؤلم قلبي وقلب إمه أيضا.
 ليت الأبناء يدركون حجم معزتهم في قلوب آبائهم قبل فوات الأوان.
*وإلي هنا عزيزي القارئ وعزيزتي القارئه إنتهي هذا الفصل من قصة مرزوق وأبوطشت . 
وإلي لقاء قريب في فصل أخر من مغامرات مرزوق .
التي لن ولم تنهي .
والحقيقة لا أجد تعليق عليها سوى أن ادعو الله تبارك وتعالى أن يبصرنا ويبصر اولادنا واحفادنا بحقيقة الدنيا .
التى تشغل الابن عن ابيه والعكس.
 واذكر نفسى وحضراتكم أن الدنيا مهما طالت فهى قصيرة ومهما أعطت فهى حقيرة
*واعلم علمنا الله وإياك ان كل ما نجمعه فى الدنيا بالحلال أو حتى بالحرام  أما أن نتركه بالموت أو يتركنا بتقلب الاحوال*
وان الدنيا لم تكن بالمكافأة العظيمة وإلا كان الله ساقها لحبيبه ومصطفاه ﷺ الذى وافته منيته وليس فى بيته الا سبع دراهم فقط
وتذكر معى قول النبي الكريم ﷺ
*(لَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّه جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْها شَرْبَةَ مَاءٍ)*
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم باحسان وسلم تسليما كثيرا
                             الشاعر والكاتب
                         محمد يوسف مندور
                       مصر طنطا قطور صُرد

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع