السلام عليكم ايها الأصدقاء الكرام وأسعدْتم مساءاً…
أردت اليوم ان أطلّ عليكم بإطلالةٍ ثانية بحوارٍي مع القمر… لأمرّرَ لكم من خلال هذا الحوار بعض المعلومات الفلكيّة عن القمر…
كما حاولت إدخال في هذا الحوار أيضاً بعض الحسابات الدينية… لكي أجعله أقلَّ جفافاً وأكثرَ حيويةً… متناولةً بكلامي هنا كيفيّة هي دوران القمر حول الأرض… والارض حول الشمس وإن شاء الله تروق لكم.
حواري مع القمر رقم 2
🌼 نعم... من ?!! مهلاً… مهلاً
عليًّ أيُها الصديقُ … إنتظرْ
سآتيكَ فوراً….
أوووهْ… يا إلهي!!! ...ما هذه
الوسامةُ التي تبدو على صفحةِ
وجهِكَ اليوم?!!
شيئٌ راائعٌ!!… لم ألاحظ مُحيّاكَ
قطْ.. بمثلِ هذا الجمال والتألّق
كما يبدو لي هذه الليلة؟!!!
🌕 اجلْ يا صديقتي العزيزهْ...
آنَستي أنه شهرُ رمضان
المباركْ الذي خصّهُ اللهُ بهُ
دون غيرهِ بليلةِ القدرِ… والذي
أنزلَ فيها القرآنَ هدى للناسِ…
وانزلَ فيها الملائكةَ والروحَ
بإذنِ ربِّها وفضَّلّها سُبحانَهُ
وتعالى على ألفِ شهر?!
🌼 صح صح... أيها البدرُ... والله ما
نَطقتَ إلا بالصّدق…
يَعني أفهمُ من ذلك أنّ اللّهَ
سُبحانهُ وتعالى قد زادَ ببهائِكّ
ونورِ وجهِك تكريماً لهذا الشهر
المبارك?! ... والتي يمكن أن
تتجلّى فيه ليلةُ القدرِ خلالَ
إحدى لياليهِ من العشرِ الأخير?
🌕 نعمْ... لقد أصبتِ زهرتي…
🌼 الآن أقنعتّني يا بدر التّمام بكل
ما تفوّهتَ به… حيث أنّ ليلةَ
(14-15) الرائعة بضوئك يكونُ
وجهُكَ فيها بدراً ثم يعودُ ضوؤكَ
من جديد إلى التناقُص ِالتدريجِيِّ
يوماً بعدَ يومٍ حتى بلوغ (مُحاقَك).
🌕 ولكنْ عَزيزتي.. زَهْرَتي…يا صَديقَتي
المُمَيّزةِ أريدُ أنْ أطرَحَ عليكِ
سؤالاً واحداً… لمْ يَخْطُرْ على بالك
يوماً قط…
🌼 قُلْ لي يا عزيزي ما هو ?!!
أسْرِعْ… لَقَد أثرْتَ اهتمامي
وَزِدتَني شوقاً إلى معرفةِ
سِماعه!!
🌕 هلْ صَدَفَ لكِ أَنْ رأيتي وجهي
في أوروبا مرّةً?
ههْ…أجلْ… رأيْتُه!!!
وما أهميّةُ ذلك?!!
بلْ لماذا تَطرَحُ عليّ هكذا سُؤال?!!
إنّهُ لشيئٌ غريبٌ حقاً!!!
🌕 إذا كان الأمرُ كذلك يا عزيزتي
إذاً أخبريني كيف كان يبدو لكِ
وجهي هناك??
🌼 إل…إل… إلحقيقه.… الحقيقه
يااا… عزيزي أنا لم أنْتبِه إلى
ذلك مطلقاً… ولكن لماذا تطرِحُ
عليّ هذا السؤال الغريب؟؟!!!
كما أنّه لَمْ يَخْطُرْ بِبالي قَطّ أن
أنتَبِهَ إلى رؤيةِ وجْهِكَ الباهي
كما كُنّا نفعلُ هنا في بَلدِنا…
يمْكنْ… لأنّني أكونُ مَشغولةً فلا
يُتيحُ لي المَجالُ التّفكير بذلك…
ولربما السبب هو الإرهاق الشديد
الذي كان يُصيبُنا من جَرّاءِ القيامِ
بِجَوْلاتِنا النّهاريّة داخل الأماكنِ السّياحيّة…
🌕 لا. لا. لا. يا عزيزتي الأمرُ ليسَ
كذلك كما تَظُنّين… أراني
أوصَلْتُكِ الآن... إلى بيتِ القصيد...
🌼 كيفَ أيّها القَمَرُ ?!! رجاءً…
تَكلّمْ بدون لفٍٍّ أوْ دَوِران… لَقدْ
أثَرْتَ فُضولي… وعِيلَ صَبري…
فَكَفاكَ إلى الآن تلاعُباً بي…
باللّه عليكَ…أفْصِحْ لي وبسُرْعة…
إلى أينَ تُريدُ أنْ توصِلَني الآن
بالضَّبطْ?!!
🌕 إذاً إنصتي إليّ جيّداً أيتها
الصّديقَه… وسأوضح لكِ تماماً
تلكَ المعلومه التي لا أظنُّ أنّ
أحداً يَعلمُها إلاّ فئةٌ نادرةٌ من
الناس...
🌼 نعمْ… تفصّلْ… فأنا كلّي آذانٌ
صاغيه إليك أيها الصديق
🌕 في بلاد الغرب مثلاً...
أنا لا
أحسُر اللثامَ عن وجهي كلّياً...
بلْ طبقةً واحدةً منه تبقى
مسدلةً على جهةٍ… تظلل جانباً
واحداً منه… حيث تتواجدُ فيه
عدّةُ حُفَرٍ… ونُتوءٍ… وتشوّهات…
فتُقبّحُ مظهرَه وتُذهِبُ ببهاءه…
لذلك يراني سكّان تلك البلدان
يوم بَدْري ولا يأبهونَ بي
مطلقاً… ولا بإطلالتي البهيّهْ…
حتى ولاااا... بضوئي… بل اكثر
من ذلك... فأنهم ينعتونني يا
صديقتي بالقبيحِ الأهْبلِ… وحتى
بالمسطولِ أيضاً… !! !
امّا هنا في بلاد الشّرقِ الأوسَطِ
فالناسُ:
- يفتقدون غيابي… وينتظرون
شروقي اللّيليّ…
- يحسِبون مواقيتي وعامي…
- يصومون على ولادتي…
- يفطرون على مواقيت ظهوري…
لذلك جعلَ الله تعالى الجهةَ
المُضيئةَ من وجهي والمحسورةِ
الحجابِ مواجهة لكم تماماً فقط
( لسكان الشرق الأوسط).
🌼 شيئ غريب.. كيف ذلك? !!!
لقد أضعتني يا عزيزي… ولم
تقنعني حتى الآن بأي شيئ!!!
فلماذا إذاً لا يرَوْنَ وجهكَ الآخر
المضيئ عند دورانَك حولَ
الأرضِْ? إنه لشيئ عجيبٌ...حقاً!!!
🌕 لا. لا. إنّه ليس بغريبٍ أبداً...
ألا تدرين أنّ سكانَ الأرضِ
جميعهم لا يرَوْنَ سوى وجهاً
واحداً لي فقط؟!!!
إنتبهي…إليّ زهرتي وإسمَعيني جيداً…
وسبب ذلك أنّ سرعةَ
دوراني حولَ نفسي… تساوي
تقريباً دوراني حولَ الأرضِ
لذلك يبقى وجهاً واحداً لي فقط
مقابلاً للأرض…
كما أنني دائمَ الإسراعِ في
دوراني حولَها للألتحاقِ بها أثناء
دورانَها أيضاً حولَ الشمس… وذلك
راجعٌ لِكبرِحَجمِها…
و هناك معلومةٌ مهمةٌ جداً يا
صديقتي العزيزة سأخبرك بها
وهي:
أنّ دوراني حول الأرض.. لا يكونُ
مطلقاً خطاً مستقيماً كما يعتقدُ
الجميع… بل أنني أقْفزُ أثناء
دَوراني حولَها بخطٍ منحنٍ...
🌼 أووه…يا للعجب لقد فاجأتني
يا قمري بهذه المعلومة المذهلة!!
التي لا أظنُّ أنّ أحداً من الناس
عندنا يفقهها مطلقاً إلا ما ندر.
🌕 نعم يا عزيزتي أراكِ عدتِ إلى
التناسي من جديد!!!…
ولم تسأليني أيضاً… لماذا دائما
ضياء وجهي هو مقابلٌ لمنطقة
الشرق الأوسط بالذات؟…
🌼 اجل معك كلَّ الحقِّ يا عزيزي
فاخبرني إذاً عن ذلك ?
🌕 - لأنَّ أرض الشرق الأوسطِ هي
مهبطُ الدياناتِ السماويةِ الثلاث
على أراضيه…
- ولأنَّ سكّانَها كانوا يعتمدون في
تقويمهم على السنة الهجرية…
- والسنه الهجرية كانت تتركّزُ
أيضاً على مدةِ دوراني الشهريّ
حول الأرض والشمس…
و انهم يحسبون الفرق بين
السنة الهجرية
وبين السنة الميلادية
ب11 يوماً…
وقد ذكرها القرآن الكريم في
سورةالكهف
{ فلَبِثوا في كَهفِهِمْ ثَلاثَ مائةِ
سِنينَ وازْدادوا تِسْعاً }
أي أنّ كل ثلاثمائة سنين ميلادية
تساوي 309 سنوات هجرية..
- كما أنهم يُحدِّدونَ أيام الشَّهرِ
الهجري حسب رؤية أوجهي
اليوميّة وهي:
هلال - تربيع أول - أحدب -
بدر
تربيع ثاني - احدب- هلال -
محاق...
🌕 آآه يا إلهي…بايْ بايْ سُرِرْت
كثيراً بلقائك يا عزيزتي زهراء…
لقد تأخرتُ عن دوراني…
وسأعود إليك قريباً إن شاء
الله... إلى اللقاء باآي… بااااي…
🌼
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة