جَلَسَت إلى جانِبي في رَوضِها تَنظُرُ
سُبحانَ مَن أبدَعَ في خَلقِهِ ... بالرَوعَةِ لأرضِنا يُغمَرُ
سَبعَاً طِباقاً هائِلات ... فَكَيفَ لا نَشكُرُ ؟
تَلَفٌَتَت بِوَجهِها ... ودَمعها على الخُدودِ يَهطُلُ
سَألتَها ... يا غادَتي ... لِمَ البُكاء ؟
والجَوٌُ مِن حَولِنا في البَهاءِ يُذهِلُ
قالَت وهِيَ تَمسَحُ دَمعَها ... ولَم تَزَل تَستَرسِلُ
من خَشيَةِ الخالِقِ ... وَيلُُ لَهُ ذاكَ الجَحودُ الكافِرُ
لا تَخرُجُ نَبتَةُُ مِنَ التُراب ... إلٌَا بِها يَعلَمُ ... وَيلُُ لِمَن يُنكِرُ
أو ثَمرَةُُ في مُلكِهِ ... مِن قَبلِ ما تُزهِرُ
هذا الإلهُ العَظيم وفي عَليائِهِ القادِرُ
يُجيبُ من يَدعوهُ أو يَستَغفِرُ
وإن تَكُن ذُنوبُهُ كَزَبَدِ البِحار ... أو هيَ أكبَرُ
وبَعضُنا لَم يَزَل مِن جَهلِهِ يُكابِرُ
سُبحانَهُ في عَرشِهِ ... يا وَيحَها ما تَفعَلُ البَشَرُ
لَن يُنجِها كُفرُها ... وغَداً في مَشهَدِ ذُلٌِها تُحشَرُ
ويُنصَبُ الميزان تَبٌَاً لَهُ الكافِرُ
أجَبتَها ... والشِفاهُ تَبسُمُ
يا غادَتي لا تَحزَني فالخالِقُ بالعِبادِ أعلَمُ
فالطَيٌِبونَ يَلتَقونَ بِبَعضِهِم ... والزُناةُ تَرتَعُ كَما هِيَ البَهائِمُ
والجِنانُ الخالِدات ... لِلمُتَقين ... على الأرائِكِ تُرفَعُ
وتَهتُفُ مَلائِكُ الرَحمَن ... إدخلوها بِسَلام ... يا طيبَها النَسائِمُ
والجاحِدون ... تَفتَحُ أبوابَها لِجَمعِهِم جَهَنٌَمُ
واللٌَهُ لا يَعتِقُ رَقبَةً كَفَرَت ... ولا هوَ يَرحَمُ
ما لَم تَتُب قَبلَ الحِساب ... ولِلحُدودِ تَلزَمُ
وتَنتَهي التوبَةُ حينَما ... علائِمُ القِيامَةِ تُعلَمُ

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة