رغم الغياب
رُغم الغيابِ ما زلتُ هناكَ
أعبرُ مساماتَ جسدُكِ
أتجولُ في شرايينكِ
أستنشقُ رائحةََ الخزامى
وأعانقُ الزعفرانَ
يوقظُُني عبيرُ زعترُكِ البري
فأراكِ في حلمي
وفي عناوين ِالجريدةِ
أبحثُ عنكِ
ما بين كرومِ الخليلِ
وأثارِ قيسارية
ورُغم غيابي القسري
ما زلتِ عشتارَ
وما زلتُ انا تموز
لعينيكِ تعزفُ الناياتُ
وتغردُ الحروفُ
و تعتذرُ لجَمالكِ الكلمات
لا تنحني للريحِ
واسكني في شراييني
واحضنيني لحظةًً
ثم نامي فوقَ صدري
مثلَ عصفور ِالكنار
فدمي محبرةُ القصيدةِ
رغم قهري
رُغم أوجاعي العنيدةِ
أستيقظُُ مع أنينِ الناياتْ
وحدَكِ تذكرينَ
أسماءَ المدنِ والشوارعِ
وميلادِ السيد المسيح
وأنتِ كسيرةُ القلب
تحاولين إنعاشَ الذاكرةِ
فترسمين جبلاً
وسهلاً وبعضُ الخيولِ
تلملمين حروفي المتناثرةِ
وأنا هنا ألملمُ شتاتَ خيمتي
التي توسعت ثقوبُها
فأمست ملاذاً للطائرِ الحزينِ
وحدكِ تذرُفين دمعَ الغيابِ
عند جدارِ البيتِ
وترسمين دالية ِالعنبِ الخليلي
وتنحتين صورة مريم
على جدارِ كنيسةِ القيامةِ
وحدَكِ ما زلتِ ترافقين الحُلمَ
وتجمعين ما تبقى
من عبقِ زهرةَ النارنج
فهي أرثُ أجدادَكِ
فلا تتركين الغرباءَ يمرحونَ
في زوايا المكانِ
وفي الحاراتِ القديمةِ
وحدَكِ تنتظرين عودة الغائبينَ
دونَ ملل من ألا مِ الانتظارِ
وأنا في خيمتي ما زلتُ أنتظرُ
قطارَ الساعاتِ الأخيرةِ
لكي يحملُني
إلى سورِ عكا القديمِ
وإلى بحرِ حيفا الحزينْ
أحبُ كل َما يشبهُك
فابقي هناك وانتظريني
لابد أن نلتقي
رغم أوجاعِ السنين
كامل بشتاوي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة