رعْدَ المياهِ لِمَ التَّردُّدُ والوَهَنْ
اليومُ يومُكَ سوفَ يذْكُرُكَ الزَمنْ
اركبْ حِصانَكَ واخْرُجَنَّ إلى المدى
عُدْ سالمًا رجُلًا يّذودُ عَنِ الوَطنْ
كمْ كُنتَ تطْلُبُ أنْ تُشارِكَ في الخُروجْ
للصَّيْدِ في قِمَمِ الجبالِ وفي المُروجْ
كمْ كُنتَ تغْضَبُ بلْ تثورَ إذا مُنِعتْ
إذْ لمْ تصِلْ حتى لِمرْحلةِ النُضوجْ
كمْ كُنتَ تخرُجُ للبراري في شغفْ
كالريحِ حرٌّ لا تُفتِّشُ عن هدفْ
حبُّ المُغامرةِ الجميلةِ في الحشا
ما كُنتَ تبحثُ عن جوائِزَ أو شرفْ
كمْ حاولَ الأهلونَ منْعَكَ يا فتى
لكنَّهم لم ينجحوا فإلى متى
فجميعُهم خافوا عليْكَ مِنَ الأذى
كمْ مِنْ أذىً لبني الورى غدرًا أتى
رعْدَ المياهِ أيا فتىً مُتَحَمِّسا
ما كُنتَ يومًا في الحِمى مُتَقاعِسا
قدْ كُنتَ حتى في الطُفولةِ ثائِرا
شَهِدَ الجميعُ بِأنْ سَتُصْبِحَ فارِسا
الكُلُّ يذْكُرُ كيفَ هاجمْتَ الوُحوشْ
فوحوشُهمْ تبًا تخافُ مِنَ النُعوشْ
فشهيدُ أبناءِ القبيلةِ في القلوبْ
حتى وكُنتمْ تحْمِلونَ على عُروشْ
إنَّ الهُنودَ بطبعِهم يتذكّرونْ
يتألَّمونَ ويحزنونَ ويصْبِرونْ
ومتى اسْتُفِزّوا دونَ حقٍ أو سببْ
همْ يغضبونَ وللكَرامَةِ يثأرونْ
عاشَ الجميعُ كما النسورِ بلا حدود
متناغمينَ معِ الطبيعةِ والوجودْ
متصالحينَ معِ العناصِرَ والقُوى
حتى وأرواحِ الكبارِ مِنَ الجُدودْ
كانَ الهُنودُ مسالِمينَ كما النسيم
وبلادُهمْ كانتْ على الأرضِ النعيمْ
وحضارةٌ كانتْ لهم وثقافةٌ
حتى أتتْ لبلادِهمْ سُفُنُ الجحيمْ
سفُنٌ أتتْ بوحوشِ غربٍ مِن بعيدْ
ومنَ السجونِ بكلِّ شيطانٍ مَريدْ
وصلوا البلادَ ولمْ تكنْ مهجورةً
أوْ دونما شعبٍ فما بيتُ القصيدْ
هيَ حربُ إعدامٍ لا طردٍ لَهم
حتى ولا حربُ احتلالِ جبالِهمْ
كُلُّ الوسائلَ عِندَهمْ مشروعةٌ
هدفُ الوحوشِ إبادةٌ وبِقتْلِهم
فجرائمُ الأغرابِ من غربٍ حقيرْ
غربٍ بلا قِيَمٍ بلا أدنى ضميرْ
حتى تعلّمَ حِقْدَهم بعضُ الشُعوبْ
كانوا وما زالوا زبانِيَةَ السَّعيرْ
وصفوا الهُنودَ بأنّهمْ شعْبً وضيعْ
ومُيولُهمْ للقَتلِ أيضًا لا تميعْ
حتى الرضيعُ معِ الزمانِ سيَقْتُلُ
فالموتُ رأسًا للكبيرِ وللرَضيعْ
قتلوا ملايينَ الهنودِ كما البقرْ
جلبوا لهمْ بالغدْرِ أوْبِئَةِ البشرْ
حتى يكونَ القتْلُ أسرَعَ ما يكونْ
فكأنَّهم قدِموا إليْهم مِن صقرْ
قدْ أصبحَ الإجرامُ مصْدَرَ دخْلِهمْ
حتى غدوْا يتسارعونَ لِقتْلِهمْ
فَلِكلِّ ناصِيَةٍ ورأسٍ جائزةْ
فتسارعوا لمَحْوِهمْ مِنْ أصلِهمْ
مِنْ نكْبَةٍ لجريمةٍ أو مجْزرةْ
مِنْ هجْمَةٍ ومعارِكٍ للْمقْبرةْ
شعبٌ عظيمٌ قتَّلوهُ بلا اعتذارْ
وشعوبُ غرْبٍ يُحسِنونَ الثرْثرةْ
هلْ يا تُرى قتْلُ الهًنودِ وغيْرِهمْ
حقٌ لهُمْ تبًا لهمْ ولِشرِّهِمْ
سُحْقًا لهمْ لنفاقِهمْ وفسادِهِمْ
ومتى أصابَ الغيْرُ فَضْلَةَ خيْرِهمْ
لِيُغيّروا التاريخَ في تلْكَ البلادْ
فتَكونَ أرضًا لمْ يَعشْ فيها عبادْ
سمّوا الأماكنَ كلّها بِلُغاتِهمْ
وكأنَّهمْ أهلَ البلادِ ومنذُ عهدِ عادْ
هدموا القُرى والمنازِلَ والخِيامْ
مثلَ اللُصوصِ أتوْا بِأجْنِحَةِ الظلامْ
غدروا بِهمْ فتَكوا بِهمْ سرَقوا التُراثْ
وهُناكَ غيْرُهمْ طواغيتٌ لِئامْ
هربوا مِنَ الإحراقِ والموْتِ الزُؤامْ
وتَدثَّروا بِدِثارِ مكْرٍ بالسلامْ
عجَبي لقدْ فرُّوا وجاؤوا كاللُصوصْ
حتى وما زالوا يرونَهمُ جذامْ
رعدَ المياه أيا فتىً لا تنحَني
وأمامَ كلِّ مصيبةٍ لا تنثَني
هذا امتحانُكَ للنُّضوجِ وللْبُلوغْ
هيّا اخْرُجَنَّ وَعُدْ لِحُضْنِ الموْطِنِ
اليومُ يومُكَ اخْرُجَنَّ إلى الطريقْ
عُدْ سالِمًا ومُظفَّرًا رأسَ الفريقْ
أنتَ العَزيزُ على الرفاقِ فلا تُهُنْ
غيْرُ الرُجوعِ مُوفَّقًا بِكَ لا يليقْ
خرجَ الفتى كالسَهمِ شاقًا للْفَضاءْ
أوْ مثْلَ ريحٍ تستَفِزُّ مدى السماءْ
ووراءَهُ نِسْرُ الفلاةِ وَصقْرُها
وأمامَهُ هدفُ الرُجولَةِ والقَضاءْ
طبقًا لأعرافِ الجماعَةِ والسُنَنْ
تلْكَ التي تحْمي القبيلةَ في الفِتَنْ
عُرْفُ النُضوجِ لِكلِّ مَنْ بلغَ النضوجْ
أسبوعُ صيْدٍ في الفلاةِ ودونَ عونْ
كانتْ بِدايتُهُ مُوفَّقَةَ المسير
رُغْمَ الشتاءِ وكُلِّ مُنْعطفٍ خطيرْ
لكنُّهُ وَقُبَيْلَ أنْ حانَ الرجوعْ
سمِعَ النفيرَ كأنّهُ صوتُ النذيرْ
وصَلتْ عُصاباتُ الجريمةِ كالوَباءْ
مِنْ كلِّ سِجنٍ قَدِموا وحوشًا للفناءْ
فلِكُلِّ ناصيَةٍ وَجُمْجُمةٍ ثَمنْ
لا أسْرَ عِنْدَهمُ ولا حتى افْتِداءْ
ما أنْ رأوْا رعدَ المياهِ وحِمْلِهِ
حتى تسارَعَتِ الوُحوشُ لِقتْلِهِ
هذا يُسارِعُ لاجْتِثاثِ الْجُمْجُمةْ
وهناكَ مَنْ يبغي الجَبينَ بِنصْلِهِ
مِنْ بينِ تلْكَ العُصْبةِ المُتَوحِّشةْ
تلكَ التي في غَيِّها متشرِّشةْ
رُفِعتْ يَدٌ قدْ لُطِّختْ بِدِماءِ رعدْ
تبًا لروحٍ في الظلامِ مُعشْعِشةْ
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة