المقدَّمَةُ:-
الواقعيَّةُ (Realism) حَركةٌ فَنيَّةٌ،
تُحاوِلُ اعادَةَ انتاجِ الواقعِ فَنيًّا بأمانةٍ.
تَهتَمُّ بتَصويرِ الأشياءِ وَ العلاقاتِ كما هي عليهِ، في الحياةِ اليَوميَّةِ الحقيقيةِ، تُعبِّرُ عنْ وجهَةِ نَظرٍ تتوافقُ معَ الطبيعةِ، دونَ أن تَتركَ فرصةً للعاطفةِ وَ الخيالِ بانْ يُسيطرَ علـىٰ عدسةِ الرَّائِي، أَو قلمِ الكاتبِ، فيَنحرفُ عنِ الواقعِ.
وَ واقعيةُ الأدبِ سَمحتْ للكاتبِ بتمثيلِ الواقعِ منْ خلالِ تصويرِ التّجاربِ وَ العلاقاتِ البَيْنيَّةِ في المجتمعِ الإنساني، بقدرٍ صادقٍ بدلًا منْ إضفاءِ طابعٍ درامي عَليها.
وَ هٰذا ما سارَتْ عليهِ الكاتبةُ الإستاذة (مريومة كمال) في قصتِها الموسومةِ بــ ( وَ لٰكنكَ رَجِلٌ!) حينَ اختارتْ شخصياتٍ مُحبَطةٍ منَ وَاقعٍ خاصٍّ بِهم، وَ بحياتِهم وَ مشاعرِهم وَ سلُوكيّاتِهم!
ناسٌ عاديُّونَ وَ حقيقيونَ، هَمُّهُم سعادةَ حياتِهم وَ اشباعِ رغباتِهم، لٰكنَّهم مُقيَّدونَ بظروفٍ حياتيَّةٍ، خَلقتِ الإزدواجيَّةَ في أفعالِهم.
وَ هٰذا التَمثيلُ.. تَصدَّىٰ لِمهمَّةِ تصويرِ واقعٍ للمتلقِّي تصويرًا دقيقًا، جَعلَهُ قادرًا علـىٰ التَّعرفِ علـىٰ مواقفَ حياتيَّةٍ وَ شخصيَّاتِها، وَ كَأنَّهُ يَنظرُ إلـىٰ تجربتِهِ الخاصَّةِ، وُ يُذكِّرُهُ بأنَّهُ ليسَ وحدَهُ يعيشُ علـىٰ هامشِ المجتمعِ.
مِنْ هُنا.. رَكَّزتِ الكاتبةُ علـىٰ بيئاتٍ معينةٍ، وَ علـىٰ تأثيرِها علـىٰ السَّردِ بلُغَةٍ دارجةٍ للشخصياتِ، صُنِعَتْ بألوانٍ ليستْ بيضاءَ وَ لا سوداءَ.. قُحٌّ!
بَيْدَ أنَّها مَحدُودةٌ في مكانٍ وَ زمانٍ تدورُ فيهُما الأحداثُ، ممَّا أعطَىٰ مصداقيَّةً للسَّردِ عندَما رَكَّزَ علـىٰ تفاصيلَ عَكستْ سُلوكًا بشريًّا، في حينَ أنَّ الواقعيةَ النَّقديةَ تُركزُ بالبحثِ في تناقضاتِ الحياةِ الإجتماعيةِ وَ تصويرِها، رغبةً في معرفةِ أفكارِ الكاتبِ، وَ تحليلِ العالمِ الدّاخلي للإنسانِ، وَ ابرازِ تَناقضاتِهِ،
وَ بيانِ إحتماليَّةِ تَطوُّرِهِ، وَ قراءةِ لوحةِ أخلاقِ المجتمعِ.. وَ نقدِها.
أَصلُ المَوضُوعِ:-
دَراسَةٌ متواضعَةٌ لقصةٍ قصيرةٍ للكاتبةِ "مريومة كمال" بعنوانِ (وَ لٰكنَّكَ رَجِلٌ!)، زَخرتْ بتناقضاتِ سلُوكِ أشخاصٍ نَراهُم يَوميًّا بَيننَا.
أوَّلًا:- التَّناقضاتُ...
التَّناقضُ(Contradiction) هُوَ.. اِختلافُ قَضيتَينِ إيجابًا أو سلبًا، صِدقًا او كِذبًا، يَقتضي الحالُ صِدقَ أحدِهما وَ كذبَ الأُخرىٰ!
اِختلافُ قُوَّتينِ متعارضتينِ، يُشكِّلُ مَنطقيًّا "ظاهرَةً" في آنٍ واحد، كَمقابلةِ حَميمَينِ، أو مُضارَبَةِ عَدوينِ لَدودينِ، في لحظةٍ ما وَ نقطةٍ ما وَ لسببٍ ما!
المَرءُ.. مصنوعٌ منَ التناقضاتِ المُحتدمَةِ، بحيثُ غالبًا ما يَفلتُ زمامُ السيطرةِ عليها فتظهرُ للعَيانِ،
تَضطَّرُهُ أنْ يَقُرَّ بها رُغمَ محاولاتِ الإخفاءِ، و هي للأسفِ قادرةٌ علـىٰ زَعزَعةِ الإستقرارِ الذّاتي، وَ تَحدِثُ تَصدُّعًا في النّفسِ، تَحِدُّ منَ الإلهامِ الإبداعي، تُغيِّرُ مسارَ الإتجاهِ الواعي، حينها تتفقُ المباديءُ وَ السلوكُ، لتبدأَ المجالاتُ الخلّاقَةُ في مَناحي الفَنِّ وَ الأدب وَ العلومِ.
فَبدونَ التناقضاتِ داخلَ الذّاتِ..
لا تتولدُ الرَّغبةُ في حلِّها، ممّا يُؤدّي إلـىٰ الرُّضُوخِ لِما تُمليهُ في نكوصٍ
وَ انعدامِ الرُّؤيةِ وَ بلادةِ التَّفكيرِ.
يَكادُ الٕانسانُ أن يتعايشَ معَ تناقضاتهِ بسلامٍ عندَما يَتمكنُ من عزلِ الأمورِ عن بعضِها البعض، و حينَ تَلوحُ في الأُفقِ أفعالٌ وَ عواطفٌ متناقضةٌ وَ تخرجُ منْ إطارِها المَسمُوحِ به، يَجِدُ مُسوِّغاتٍ لتهدئَةِ التّنافرِ الحاصلِ في سلوكِهِ وَ أفعالهِ.
التناقضاتُ أو "الازدواجيةُ" موجودةٌ في الحياةِ كظاهرةِ المعتقداتِ.. تَتنوَّعُ وَ تَتعدَّدُ، مثلُ الإلتزامِ بالٕايمانِ وَ الأخلاقِ، وَ التشدُّدِ في طرحِ الأفكارِ، وَ من غيرِ الصّحيحِ أن نَعُدَّ التناقضاتِ حالةً سلبيةً دائمًا، لانَّها- في مجالٍ آخر- عاملٌ مساعدٌ علـىٰ الٕابداعِ عندَ توظيفِها بشكلٍ إيجابيٍّ.
وَ هي تخصُّ العواطفَ وَ الإنفعالاتِ وَ الإتجاهاتِ الفكريَّةِ المتناقضةِ اتجاهَ شخصٍ أو شيءٍ.. بعينهِ، مثلُ.. الحُّبِّ وَ الكراهيةِ، التَّقبُلِ وَ النَّبْذِ!
وَ تكونُ عادةً، جَليَّةً لَدىٰ الأطفالِ،
وَ لَدىٰ الرّاشدينَ المُصابينَ بالهَوَسِ
وَ بأمراضٍ نفسيةٍ، وَ ذهانيّةٍ لا شعُوريًّا.
وَ منْ نافلةِ القَولِ.. يَستطيعُ الإنسانُ أن يَرىٰ التناقضَ في غيرِهِ، وَ يَصعبُ أن يراهُ في نفسهِ علـىٰ الرُّغمِ أنهُ يعيشهُ بوعيٍّ أو بدونِ وعيٍّ، بلْ يَكرهُ التعايشَ معَ التناقضِ بتوازنٍ، حَتىٰ يجعلهُ مصدرَ إلهامٍ وَ إبداعٍ.
ثانيًا:- التناقضُ في سلُوكِ " إنسانِ" النَّصِّ المَعروضِ بَينَ أيدينا...
شخصيّاتُ النَّصِّ...
- امرأةٌ موزعةٌ بينَ حالينِ.
- " إمامُ " جامعٍ مُدَلِّسٌ.
- جيرانٌ يَملأهُمُ الحسدُ وَ الحِقدُ وَ النِّفاقُ.
جُلُّ أولائكَ يعانونَ من اِنفصامِ الشّخصيةِ، نَلمَسُ ذٰلكَ في توجيهِ كلامٍ جميلٍ يُرددونَه.. لواقعٍ يتقاطعُ مع كلامِهم تمامًا، فيحاولونَ تـَرجمتهُ
إلـىٰ فعلٍ، دونَ أن يتهربوا منَ المسؤوليةِ أو الإلتزامِ باعرافِهم.. هُمْ!
فتدخلُ من هذا البابِ سِمَةُ الخِداعِ في كلامٍ سُرعانَ ما يفضحهُ سلوكٌ مناقضٌ، بينما لُغةُ الأقوالِ هي تُرجمانِ الأفعالِ.
لَفتَةٌ لا بُدَّ منها...
الدعارةُ تقديمٌ أو بيعُ خدماتٍ جنسيةٍ بمقابلٍ ماديٍّ- طوعًا او كُرهًا.
و هي ظاهرةٌ قديمةٌ/حديثةٌ ترتبطُ بالتفاوتِ الطَّبقي ارتباطًا وثيقًا.
بمعنىٰ:- إنَّ الأوضاعَ الاقتصاديةَ تدعو إلـىٰ امتهانِ الدَّعارةِ من كِلَا الجنسينِ، في كلِّ الأحوالِ، طالما موجودٌ عدمُ توازنٍ بين طبقاتِ المجتمعِ، ممّا يخلقُ القهرَ وَ الإكراهَ.
فأمّا ممارسةُ الدَّعارةِ وَ بيعُ الجسدِ..
أو الموتُ جوعًا!
الدياناتُ السماويةُ، وَ القوانينُ الوضعيةُ، حَرَّمَتِ الدَّعارةَ بالمطلقِ، علـىٰ وفقِ أحكامٍ وَ تعاليمٍ تَوَسَّلَتْ بالعقوباتِ الشديدةِ وَ الصارمةِ للحَدِّ منها، وَ تنفيذِها بحقِّ مرتكبيها.
منْ هُنا.. حَدثَ صراعٌ بين الخيرِ وَ الشَرِّ، في نفسِ ( إنسانِ ) القصةِ التي بين أَيدينا، وَ تحديدًا في...
١)- اِمرأةٌ وَ " إمامُ " جامعٍ!
في ظاهرِ الحالِ، ثَمَّ وُضُوحٌ تامٌّ في سلوكِ الشخصيتين، من أولِ وَهلةٍ، فالمرأةُ تَتعثرُ بخطواتها، في مسيرِها من ماخورٍ -و هٰذا دَيْدَنُها- إلـىٰ منزلٍ- مقرُ سكناها- بسببِ نظراتِ الآخرين لها، قُبَيلَ الفجرِ،
وَ هُم ذاهبون لمحرابِ تَعبدِهم...
بينما " إمامٌ " (قَدْ كانَ شَمّرَ للصلاةِ ثيابَهُ).. يَؤُمُ الناسَ، وَ يُسْدي لهم معروفًا بمدِّهِم أسبابَ التقوىٰ، وَ يُحسنُ إليهم في حلِّ مشكلاتِهم، فيما بينهم، وَ بينَهم.. وَ بينَ خالقِهم!
في لحظةِ صَحوٍ، اِنقلبَ نظامُ حياةِ المَرأةِ، لأسبابٍ موضوعيةٍ وَ ذاتيةٍ، من كونها عنصرَ شَرٍّ شاذٍّ...
إلـىٰ العودةِ للأصلِ وَ القاعدَةِ.. الخَيرِ!
فعندما سمعتْ آيةً ردَّدها الإمامُ جوابًا لسؤالِها عن اِمكانيةِ قبولِ توبتها منْ عدمِها، آيةٌ تَدعو الناسَ إلـىٰ عدمِ اليأسِ وَ القُنوطِ من رحمةِ اللهِ تعالـىٰ.. {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر - ٥٣) خَرَّتْ راكعةً، تائبةً، خاشعةً، وَ نكصتْ إلـىٰ دارِها لتبدأَ حياةً علـىٰ نقيضِ ما كانت عليه، بَيدَ أنها واجهتِ الشَّرَّ بعنفوانِهِ في " إمامِ " جامعٍ فتحَ لها بابَ التَّوبةِ توًّا..
إنسانٌ أخفىٰ عُيوبَ نفسهُ، عنِ الآخرين، وَ غرَّهم بما إضافَ لها ما مَكَّنَهُ أن يَغشَّهم وَ يكذبَ عليهم.
٢)- جيرانٌ مُنافقُون!
أقربَ صفةٍ نطلقُها علـىٰ الجيرانِ في النَّصِّ هي:- النِّفاقُ!
وَ النفاقُ عكسُ الإخلاصِ، يَكثرُ استعمالهُ في الأخلاقِ وَ الدياناتِ. يتحلـىٰ بهِ الوُصوليون لتحقيقِ مآربٍ منبوذةٍ، وَ تحديدًا في السياسةِ (Political)، علمُ الحيلةِ وَ المراوغةِ في التعاملِ مع الآخرين. وَ المنافقُ يتظاهرُ بالفضيلةِ وَ الاخلاقِ الحسنةِ، لكنهُ يَضْمُرُ نزعةً شخصيةً إنطوائيَّةً علـىٰ خلافِ الظاهرِ، وَ (إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ).[حديث شريف] وَ نَلحظُ ذلك.. فيما يُدعَىٰ
بـ (النفاقِ الاجتماعي Hypocrisy) كظاهرةٍ تنتشرُ في العلاقاتِ الاجتماعيةِ باشكالِ الكذبِ وَ الخداعِ، يلجأُ إليها أشخاصٌ بغيةَ حصولِ منافعٍ شخصيةٍ!
أمّا علمُ النّفسِ فَيَعِدُّ النفاقَ (حالةٌ من التناقضِ المعرفي يمارسُها الشخصُ بالترويجِ لسلوكٍ لا يمارسهُ هو نفسه) و ذلك لإزدواجيةِ أخلاقِهِ، أو ازدواجيةِ المعاييرِ التي يراها، أو ضعفِ التربيةِ التي يتعارضُ فيها القولُ مع الفعلِ.
* الجارةُ.. تطرقُ أبوابَ السحرةِ وَ المشعوذين، و تنعتُ "المرأةَ " باقسىٰ النعوتِ و أقذرِها، حسدًا و بغضًا، و غِيرةً منها علـىٰ فتنةِ زوجِها.
* بينما الجارُ.. حالُهُ حالُ بقيةِ الرجالِ، ينظرُ لها بازدراءٍ علنًا وَ يعبِّرُ عن ذلك بــ(الحَوقلَةِ)، وَ سرًّا يحتضنُ طيفَها بين أجفانهِ ليلًا...
يلعنُ فسقَها و عُهرَها، وَ يرغبُ بجسدِها في نفسِ الوقتِ.
أخـــــــــيرًا...
هٰكذا وَجَدتُ نصًّا جميلًا، وَ مسؤولًا في طرحِ قَضيةٍ اِجتماعيةٍ خَطرةٍ بأبعادها، مدمّرةٍ بنتائجِها للعلاقاتِ الإنسانيةِ، فَلولا هٰذه اللَّفتات الإبداعية، من هُنا وَ هُناك..
لِتُرِكَتِ النّفسُ الأمارةُ بالسوءِ تَتخبطُ باهوائها في مجالاتِ الحياةِ اليومية، دونَ تشخيصِ أسبابها، وَ آثارها، وَ طُرقِ معالجتها.
(وَ لكنَّكَ رَجلٌ!) قصةٌ قصيرةٌ حَملتْ بين طيَّاتها قرارًا جازمًا، في تثبيتِ حدودَ العلاقاتِ بين أفرادِ المجتمعِ، وَ بخاصةٍ مع ذوي القلوبِ المريضةِ، و أصحابِ البصيرةِ العمياءِ
و هم يعيشون إزدواجيةً مقيتةً، و يتصرفون كأنهم (ملائكةً) علـىٰ الارضِ.
بَقيَ أن أشيرَ إلـىٰ.. إنَّ اللُّغةَ أهمُّ ميادين الإبداعِ القصصي، بلْ أصعبُها! و علـىٰ الكاتبِ أن يتجنبَ طُغيانَ لُغتِه علـىٰ لُغة شخصياتهِ.
وَ من جمالياتِ اللُّغةِ القصصيةِ:-
لُغةٌ تُعبِّرُ عن وعي و ثقافةٍ و مزاجِ الشخصيةِ القصصيةِ، وَ لكلِّ شخصيةٍ معجمها الخاصِّ و تراكيبها اللغوية. و ما نراهُ.. ان الشخصيات هُم مِن مُتوسطي أو معدُومي الثقافةِ، لذلك تأتي اللُّغة على قدرِ الوعي ، و الواقعِ المحيطِ، و بلُغةٍ خاصةٍ تستعملها شرائحٌ أخرىٰ، و على القاصِّ أن يُواكبَ تَعلُّمَ لُغة الشريحةِ التي تُمكنهُ في كتابةِ قصةٍ عنها.
لقد نَجحتْ الكاتبةُ في ذلك..
فحينما سَردتْ لنا ظاهرةً اجتماعيةً تَفشتْ (جراثيمها) بين شرائحِ المجتمع.. تَقَمَّصتِ - الكاتبةُ- لُغةً دارجةً، مُتفرّدةً، تبرزُ عادات لُغويةٍ لشخصياتها، مع أخذِ الإعتبار للعمرِ و الجنسِ و المهنة و الٔارث الإجتماعي و الإقتصادي.
و اللُّغةُ القصصيةُ أداةٌ للتَّخيُّلِ، تسمحُ للمبدعِ و المُتلقِّي علـىٰ حَدٍّ سواء، أن يُعيدَا خلقَ الواقعِ و تجسيدَه ُعلى الورقِ و في الذهنِ!
و نَلحظُ ان الكاتبةَ تلقَّفت ذلك وَ وظَّفتْ لغةً سَلسةً، و لم تستعملْ إسلوبًا فوقيًّا، بحيثُ من قراءةٍ واحدة، يتذوقُها المتلقِّي، وَ ينحازُ إلى حقيقةٍ ضيعتها عاداتٌ و أمراض نفسية باتتْ مألوفةً بين الناس.
أتركُ التحليلَ النّقدي الاكاديمي، وَ تقويمَ النصِّ لِمَنْ يرىٰ من ذلك ضرورةً، و يبحثُ عن الفائدةِ الفنيةِ في القصِّ الواقعي.
كلُّ التقديرِ لكاتبةٍ جَريئةٍ بحقٍّ، رصدتْ بمنظارٍ واعٍ علاقاتٍ تُواجهُنا يوميًّا، تُسيءُ للانسانِ و مكانتهِ و اِعتبارهِ و أثره في الحياة...
نأملُ أن نرىٰ مزيدًا من الٕابداعِ،
وهي -قطعًا- قادرةٌ علـىٰ ذلك.
معَ أطيبِ التحيات
(صاحب ساجت/العراق)
* في ادناه.. الرابط الخاص بالقصة القصيرة موضوع الدراسة...
https://m.facebook.com/story.php...
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة