الجزء الأول..
في قصر صغير يتربع على مساحة كبيرة من أرض قرية بعيدة عن الضجيج والازدحام تعيش منى وبناتها الأربعة، منى شابة في التاسعة والعشرين من عمرها حنطية اللون حادة الملامح، جميلة مع مسحة قوة تميزها وثقافة تظهر عند أول محادثة معها،
في كل صباح تخرج منى إلى الحديقة المزدانة بأنواع شتى من الشتول والأزهار لتشرب قهوتها بهدوء في أحضان الطبيعة الهادئة وقد اعتادت العناية بهذا الركن الذي يعتبر مملكتها الخاصة قبل الدخول في معمعة الاعتناء بالمنزل والبنات والذي يمتد لآخر النهار.
في القصر تعيش مع زوجها وعمها وزوجته بالإضافة لابنهم أنس البالغ من العمر خمسة وعشرين عاماً والذي من المفروض تخرجه هذه السنة من كلية الطب ،
أنس شاب مهذب وطموح وعاشق للعلم وتربطه بمنى علاقة طيبة فبالإضافة لأنها ابنة عمه فتقاربهما بالسن والشخصيات جعلهما كأخوين وصديقين،
تعيش منى برضى، فزوجها طيب المعشر ومسالم وطيب القلب، ورغم أن زواجهما حصل برغبة الأهل ألا أنهما رضيا وعاشا بسلام تام ويزين حياتهما وجود بناتهما الأربعة.
في مساء أحد الأيام وبينما كانت منى تجهز بناتها للنوم بعد عناء نهار طويل رن جرس الباب
ليدخل أنس متجهم الوجه والدموع تملأ عينيه وليقول بصوت مخنوق ومتقطع أن محمد زوج منى قد تعرض لحادث سير وهو يقبع في المشفى وحاله سئ جدا،لم يطل بقاؤه بالمشفى طويلاً حيث توفى في اليوم التالي.
إلى الملتقى بالجزء التالي..
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة