الحياة؛ نص سوداوي مضرج بالضحكات
دمع ساخر!
أنتِ والشعر والموسيقى ، آلة الزمن!
يعود الغريب من حيث أتى!
صفارة القطار ، صوت الحديد ، أرصفة ، تذاكر ،
وجوه ، أفواه ، طفل ورحلة!
اشتهى غجرية تركض وراء النوافذ
بائع الحلوى يبيع الوقت
عجوز في المقعد
تقبل شفة الماضي
غديرة تنساب في الحلم
خصر نابض
نهد نافر
رشفة نبيذ تشعل الشبق!
ترمم طلل أنوثتها
تغلق عينيها على ما اختمر
كيلا يفضح النهار ما خبأه الليل !
القطار مركب وأنا الملاح .. قال الطفل
صهْ ، صهْ ، صهْ... صاح الوقت
طوق الصدى خواء المسافرين
كم عشرين في العمر؟
عشرون أخرى كافية للبوح! قال
مظلة رمادية مطيرة
يزحف شعاع من الغيوم
غاب في غريبة تغزل المطر!
تروي خريف الروح
تنفس الشارع قهوة الطين
الضباب حارس الصباح البهيج
نهض الحلم يتحسس دمه!
هذي الغيداء فيما تتأمل؟
حوض أسماك الزينة!
جحوظ الألوان في العيون
الحركات المنسابة كالبشر في الحلم
الصراع في رأس سمكة تقبع في الزواية!
الحوض زنزانة! غمغم الماء
هنالك بحر وضوء
عائلة كبيرة وموج
روعة الساحل والسفن
الجحور والكهوف
قمر يسبح عاريا في الليل
أسرار أصداف العمق
يا لهذي الرتابة!
يلهث الصباح نحو الشفق
يبزغ الغسق من الرحيل
تتلاشى الأصوات
تنتشي الطرقات
تنزف الشوارع سكارى
الكعب العالي سيد الليل
تهبط الأطفال في سرير الدجى
تغتسل النساء بطقوس السُرُر
صمت وميلاد آخر...
أواه؛ أيتها الشمس الجديدة!
يذوب ساحل الزيتون
يعتصر البرتقال في عين حمئة
يفوح زهره
يسيل في السهل
ينتشي النهر
يملأ صدر الوادي
الوحل فاكهة الهدهد!
تشدو السنابل
تسرق قبلة من الجدول
بلبل ، يحيك عشه في جرح فزاعة
ذاكرة الملاح ، سمكة!
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة