بعد مرور أيام العزاء المفروضة وبعد رحيل الناس وعودة حال البيت إلى ما كان عليه دخلت منى غرفتها تفكر بما ستؤول إليه حالتهم بعد وفاة زوجها فالحمل ثقيل عليها،
عاشت شهور العدة حبيسة غرفتها وكان وقتها موزع بين العناية بالبنات والقرب منهن ودعمهن ليتخطين هذه المأساة اللاتي يعشنها وصغر سنهن تزيد الأمر صعوبة عليها
وبين حزنها وشعورها بالوحدة والتخبط وكأنها وجدت في قلب عاصفة هوجاء وعليها الخروج منها بلا خسائر وكانت تظن أن هذا الحال هو أسوأ ما قد يحصل.
بعد ستة أشهر وعلى مائدة العشاء أصدر الأب وبدون أي مقدمات، أصدر قرارا يقضي بزواج منى من أنس، والحجة تربية البنات بينهم وأي رفض يعني خروجها من حياتهم وحدها دون بناتها فهن بحسب التقاليد بناتهم.
في تلك اللحظة ايقنت منى أن رحيل زوجها لم يكن الأسوأ بل ما هو قادم أسوأ وأصعب وأشد مرارة وقسوة فهي بين خيارين كلاهما مر وعليها إختيار الأقل مرارة وضررا ووجعاً،
بصمت غادرت ولجأت لغرفتها تحتضن بنياتها وتبكي.
إلى الملتقى بالجزء التالي..
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة