قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

رسالة (أنتِ المَقْصِدُ) بقلم / إبراهيم ياسين



السابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر.
الرسالة الثامنة.
عزيزتي/ الغريبة
هل صحيح أن الحياة مسرح كما قيل؟ 
فمن ذلك المجنون الذي كتب النص؟!
المتسلط الذي يمسك بخيوط كل تلك الدمى الحية، والميتة.
الأراجوز الكبير، شيخ القبيلة الذي أوحى لكل أراجوز بأن يسير نحو اللاشيئ، ويروم تفاح الخلود من العدم.
أريد لقاء هذا الأراجوز الأعظم عميد مسرح العبث الأزلي، 
للتفاوض على تعديل النص، فقط ذلك السطر الذي يحكي حكايتي، وتحديدًا ذلك الجزء الخاص بكِ، أو على الأقل يطلعني عليه.
هذا ما جعلني اليوم أسترجع شيئًا ما خبيئًا في ثنايا العمر.
كان طابور الصباح المدرسي مملاً، وساذجًا، 
أذكر كيف كانت الإذاعة المدرسية؛
يصدح الميكروفون:
(الدنيا محطات أجمل ما فيها اللقاء، وأتعس ما فيها الفراق).
تقول الصبية التي كانت على الدوام تمسك بالميكروفون،
وكأنه إرث لها.
إلى الآن أحاول أن أفسر، لماذا هي من كانت على الدوام تتفوه بالحماقات، ويضطر البقية للاستماع؟
هل كان هذا دورها في نص الأراجوز الأعظم؟
حتى اليوم الذي قررت أن أقول لناظر المدرسة:
أستاذي (الدنيا محطات) 
ولا داعي لأن نسمع كل يوم أن أجمل ما فيها...
فحرمني من حصة الألعاب، فلقد كان أراجوز أكبر!
ووسط هذا العبث اللامتناهى، يسخر الحيوان من الأراجوز. 
ساعتها قررت أن أكون أراجوز حرًا! نعم، ولِمَ لا؟ 
من حق كل أراجوز أن يكون ما شاء، وليس من حق أي أراجوز أن يملي عليه ماذا يفعل، طالما ليس هو من يملك الخيوط.
هل أنتِ المقصد؟!
يوحي لي الأراجوز الأعظم أنكِ مقصدي، ولهذا كنت أود الإطلاع على النص (ليطمئن قلبي) أو أعيد توجيه الأحداث كيفما أشاء.
إلى أين؟! 
سؤال يبدو سخيفًا، فكل منا يعرف أنه الخلاص.
ومع ذلك على الطريق دوما (محطات) تستحق أن تكون مقصد، وبدون (أجمل ما فيها...)
المسرحية تراجيدية؛ وأنا في المقعد الخلفي المنسي أتحايل على النص، وهذا الذي يجسدني على الخشبة لا يكترث بما أعانيه، فلا يشعر بما أشعر به، ولا تسحق الغصة أوتاره، فتعزف لحنًا باكيًا، وتكتبه بالإبر على المآقي كحكايات شهرزاد.
ما لكِ تصفقين بكل هذي الحرارة على المشهد الذي فيه أحترق، ثم ترين صورتك في المرآة، وتتمتمين: 
هل كنت جميلة بينما كنت أصفق؟! وترفعين خصلة تعمي عيناك.
هل أنتِ إلهة؟!
أخبريني بحق السماوات، والأراضين؛ 
لأتخذ قراري فأؤمن بكِ، أو أكفر.
لا تتركيني في منتصف الحقيقة كالطفل حين يسأل أبواه:
من أين جئت؟!
لماذا مذ عرفتكِ لم تعد تعتصر النهود في يداي نبيذ، ولا تسيل شفاه النساء حممًا. 
أمر ببلاطك كل يوم مليون مرة، تتعارك أنفاسي مع ضوؤك، وتنفلت، فتسكن عينيك الواسعتين كمحيط في قارة ضائعة.
هل منحتكِ الحياة ذاتًا من زمهرير؟!
مذ عرفتك صارت غربتي أكثر غرابة، وصار الكون علبة كبريت، ووجهك وطن بلا حدود، ولا تأشيرة دخول!

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة قادح زناد الحروف الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب
نحضر الآن للموسم السابع من برنامج قادح زناد الحروف للتواصل والاستعلام / 00201023576153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

قادح زناد الحروف للنشر والتوزيع