العيون مِرآة والقلوبُ مصانِعُ بقلم / هادي صابر عبيد

.

كُلُ شيء عِند البشر باتَ مُصنعُ 

 العيون مِرآة والقلوبُ  مصانِعُ 

.

 كُلٌ لهُ طبعٌ وغلبَ الطبعُ على التطبُعُ 

 كُلُ البشرِ مصانِعُ وكلهُم للنارِ صانِعُ 

.

 خُلق اللهُ لم يعُد يُرضي والبشر تفجعُ 

 مصانِعٌ للتجميلِ والكُلُ لبعضهِ يُخادِعُ 

.

 بات الكذِبُ مصانِع القلوبُ والكُلُ بارِعُ 

 الصادِقُ في ظلامٍ والكذابُ نجمٌ يُشعشِعُ 

.

 نرتدي ما لا نصنعُ ونأكلُ ما لا نزرعُ 

 أغنياءٌ على حساب الفُقراءِ تترعرعُ 

.

 الله بخيرهِ يعمُ البلاد على الكُلِ يوزِعُ 

 قِلةً يحصونها وباقِ الشعبُ جائِعُ 

.

 القلوبُ تصنعُ الكذب والألسنةُ تُلمِعُ 

 حديثهُم الكَذِبُ يظنون الكَذِبُ شافِعُ 

.

 العِشقُ خيمة القلوب والكلامُ لهُ تصنعُ 

 والكُلُ غدا في شِراك العِشقِ واقِعُ 

.

 الكُلُ على معونات الفُقراءِ يتدافعُ 

 الفقيرُ يشكوا والغنيُ يدعي جائِعُ 

.

 ضاقت البلادُ لم تعُد لإهلها تتسِعُ 

 الفرقُ بين الفقيرُ والغني باتَ شاسِعُ 

.

 الغنيُ ولو كذِبَ الكُلُ حولهُ يتموضعُ 

 والفقيرُ ولو صدقَ كلامهُ لا يُسمعُ 

.

 شهاداتٍ تُشترى وجامِعاتٌ لها بائِعُ 

 ضاع العِلمِ بين الناس لم يعُد ينفعُ 

.

 الدين للجاهلينِ حِكراً باتَ مطمعُ 

 والمتعلمين حول جهلِهِم طلائِعُ 

.

 كُلٌ على ما يصنعهُ عَقلَهُ يُدافِعُ 

 وعلى حُطام الدُنيا الجميعُ يتنازعُ 

.

 الجاهلين يدعون العِلمَ بالعقولِ يُصنعُ 

 اعتلت الدين الجاهلين والشعبُ ضائِعُ 

.

 تناست السادة بأن الأرواح ودائِعُ 

 إتخذوهُم عبيداً وأرزاقهُم مطامِعُ 

.

 صَيد الحيوانات بالفخاخ وبطعامِها تُخدعُ 

 فكم من البشرِ على بِطونِهم في الشِباكِ تَقَعُ 

.

 لم تعُد تكبرَ العِقول ولِعقل الجاهليةِ يرجِعُ 

 همهُم الغنائِم والثراءِ والعِلمُ ليس مطمعُ 

.

 باتَ الغُشُ مُعاملةً ولهُ عِقولٌ تصنعُ 

 ومال الحلالِ لم يعُد يُرضي ولا يُشيِعُ 

.

 قِلةً من الشعبِ فوقَ الغُربالِ تتموضعُ 

 وأغلبهُم تحت الغُربال بين الأرجُلِ تقعُ 

.

 كانت المضافاتِ من الأطفالِ رِجالاً تصنعُ 

 واليومُ بدت الأطفالِ تصنعُ أنفُسِها بالشوارِعُ 

.

 كُلُ شيء عِند البشر باتَ مُصنعُ 

 العيون مِرآة والقلوبُ  مصانِعُ