لا تسألني من أنا ...
إسأل الحمامة التي خرجت عن السرب
تبحث عن عش للمعاني
لا يثيرها صوت الرياح
إذ تمشي الغيوم في السماء
عمرتُ كثيرا في التحديق
أسبح كالعنكبوت
خلف ذكراهم رنين الموج الأبيض
يتسلق فراغاتي
وبيضة في وكر مهجور
تساقطت أوراق بستانه
عند رعشة الأفق
وعذاب الغروب
لم أخرج من هذا السكون
ولم أُثبت إنه الخريف
لقد مات زمن الفصول
ومالت الجدران
إنطفأ الفانوس المحجوب
وخانتني لغة مدينتي
عند الرحيل أضعت بوصلتي
وبعض كلام .....
أكاب آخره على ظل الطريق
تتبعني طيور مهاجرة
لا تعرف المكان
تسألني من أنا
بين أجنحتها لعبة الأيام
أريد التعرف عن عنوان أو شارع
أو صمت أو ثرثرة على حافة واد
أحب عبور هذا السيل المشبوه
تجرفني أشواقي المعتقلة
وحيرة تملأ كأسي
يفيض على وجهي المقنع
يتصاعد الدخان من فوقي
وكل الأبواب كالمنافي ....
أبحث عن رحلة ضائعة
وكل المحطات خاوية
ضوء الممر أحمر
وبائع الجرائد يسير بلا أخبار
باب المقهى مغلق
أمامه كرسي من التاريخ
والبن في الفنجان بلا غليان
وبقايا أمطار
تسامر فراشات الليل
ووقع أقدامي يجمع لها الرحيق
عند باب الصدفة
إنتظرت كثيرا
أكلم صنم من ورق
وجمر المواويل
يرثي صبر السنين .....
أيها الظل الطويل
هلا حملت معي حقائبي
إن وزنها ثقيل
وغربتي من ذاك الزمن القديم
شمسي بلا شرفات
والبحر قطع صداقة الطفولة
ومن القطار قذفتني التحايا
انهارت قصور الرمال
وهبت ريح محت موسيقى الحنين
وعششت الغربان في صدري
وتكسر جسر المسافة
في متاهات الأرجاء المشوشة
علق ذاك العطر المذعور على كفي
ورائحة القهوة تحترق في فمي ................
#بقلم # زينب عياري / تونس 🇹🇳🇹🇳🇹🇳
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة