أَوْدَعْتُ الْهَوَى سِرًّا
أَوْدَعْتُ الْهَوَى سِرًّا
عِنْد أعتاب الْمَدِينَة
و عَزَفْتُ سِمْفُونِيَّة الِانْتِصَار
و أَلْقَيْتُ مَحَبَّة مِنِّي عَلَى عَيْنَيْك جَهْرًا
تَسْتَحِقّ رَغْم جحودها ، عَيْنَاك الحزينة
قُلْت سَلَامًا ، أَهْلَ الدَّارِ
قُلْت تَبًّا لِهَوَى جَبَّار
أغشاني مَوْج ، الْقَانِي بَرًا
و بَقِي حنيني غارقا ،
يغازل مَوْج الْبِحَار
تراوده الذِّكْرَى الأليمة بِالنِّسْيَان
يراودها هُو بِشَوْق لَا يَكِلُ و لَا يَمَلُّ و لَا ينهار..!
أَوْدَعْتُ الْهَوَى سِرًّا
عِنْد أعتاب الْمَدِينَة
كَان الْعِشْق وَاضِحًا ،
و الْيَوْم رَؤاه هَجِينَة
كُنْت أَهْوَى كَفَرَاشَة
لاَمَسَت النُّور بجناحانها الْمِسْكِينَة
لَا تَعْلَمُ أَنَّ النُّورَ نَار
و أَنَّ الْهَوَى مَعَ غَيْرِ الرِّجَالِ
ذِلَّة لَا عِزّة و لَا أَكْبَار
و بِأَنِّي رَغِم كَسَرْتِهَا بِي
و كَسْرَتِي
أُوْلَدُ مِنْ رَحِمَ الِانْكِسَار
أَوْدَعْتُ الْهَوَى سِرًّا
عِنْد أعتاب الْمَدِينَة
طَافَت بِي الذِّكْرَى اللَّعُوب
لَكِنِّي أَطْلَقْتُ مُنْذُ زَمَنٍ ، أَيَّامَهَا السَّجينَة
أَطْلَقْتُ وَجْهَك
و يَدَاك ، أَلْقَيْتُ عَيْنَاك
و وَدَعْتُ فِي لَيْلِي السَّكِينَة
و رَضِيت بِالْهَلَاك
شَامِخ كُلِّي ظَاهِر ،
و الْفُؤَاد شَظَايَا تَطَايَرَتْ
و قَد انْهَار
بِصَدٍ مِنْك شَدِيد
بِوَعْد مَا عَرَفَ الْوَفَاء
و بِأَيَّام ظَلَّت تُذَكِرُنِي بِه لَيْلَ نَهار !!
أَوْدَعْتُ الْهَوَى سِرًّا
عِنْد أعتاب الْمَدِينَة
حِين وطأت قَدَمَاي تَارِيخ مَاض قَرِيب
حِين تَجَوَلَ الْقَلْب المنفطر
و تَسَاءل حَنِينٌ بِي
هَلْ مِنْ مُجِيب
حِين أَدْرَك وعيي وَعْيِه ، بَعْدَ ضَرْبَةِ فَأسٍ لَعِينَة
ظَنَّنِيَّ الْجَانِي أنِّي الْفَانِي ..!؟
و لَكِنِّي ....
لكني ...كُنْت وَرَقَةً حَيَّة تَسَاقَطَت !
ثُمَّ عَادَتْ لتزهر فِي مَوَاسِمِ السَّكِينَة
خُيِّبْتَ يَا حَظُّ
يَا لَحْظُّ
لَيْس الْمَوْت أَلَمًا يخيفني
بَل تَقْتُلْنِي الْكَرَامَة إذَا ظَلَّت رَهِينَة
أَوْدَعْتُ الْهَوَى سِرًّا
#مارياغازي
القاهرة 2023/01/22

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة