لم يحسن الفتي أمر نفسه ، وراح في دروب العمر ، يفعل كل الذنوب .. في سرية تامة .. كلما سنحت له الفرصة ..وأدرك أنه قادر على الفعل .. وأي فعل أنه الفعل الحرام .. الذي يترك بعده الخوف في طرقات العمر .. يقول لنفسه لماذا أدركني القلق في المستقبل القريب .. ورحت أخاف من كل شيء ، هو الخوف الذي يجلس بجانب الفعل ، الفعل بشكل عام ..هل هو حديث النفس مع النفس عن خوف الحاضر من المستقبل .. وفقد السند .. السند في أن لا أخاف .. من سوف يساعدني ؟ في أن اقطف ثمار الانضباط الذاتي .. وعندما يتم الصراخ علي ..عد من حيث ذهبت .. وأفعل الشيء الصواب .. يبدأ في طرح السؤال الأكثر حيرة .. من المسئول عن حياة الفتي ؟ قد نضيع من الوقت الكثير ونحن نبحث عن إجابة صوت يتسرب في الفضاء .. لا تبكي يا صغيري .. وأعلم انك أنت المسئول عن حياتك .. تفقد الأشياء من حولك وأعلم أنها ما خلقت إلا لمنفعتك ..أذا أبدا في البحث عن القدرة .. القدرة في أن تفعل الشيء الذي لا ترغب في فعله .. لو استطعت فعل ذلك سوف تجد في الجانب الأخر .. العظمة .. أي تصبح عظيما في أن تحتوى كل المشاعر السلبية التي تدفعك إلى الخوف .. والعجز في التحكم في بعض الأمور بشكل كامل .. مع عدم قدرة الفتي على إلزام النفس على السير في الطريق الطبيعي .
هي حالة من احتواء الخوف في عين القلق .. والبحث عن الاحتماء بالسند .. والترك هو صراع عظيم يحدث في حالة الارتباك .. أن من يهاجمك هو داخلك .. ليس بعيد عنك .. يهاجم عقلك .. أفكارك .. مشاعرك الايجابية .. ليضعك في حالة شك .. الشك في كل الثوابت .. وطرح إجابات محيرة حول ثوابت الأفعال الإنسانية .. لذلك تصبح الحيرة هي المفتاح إلى الحياة .. والدليل الحي على سيطرة ثقافة العنف في التعامل مع الأشياء ..لذلك نبحث عن الراحة في الخارج المغاير عن الداخل ، والذي يضغط على المشاعر ، فتختفي في دائرتك الصغيرة .. في لحظة ترى جميع الألوان ..وتشعر بضغط يشعرك بأن الموت هو الملاذ الوحيد الباقي لديك .. كيف تبحث عنه .. كيف تحصل عليه بدون الم .. هنا يتجدد التراجع .. إلى الداخل المحطم بفعل الذنوب التي دمرت كل جمال على شطوط الجمال .. وألان يأخذك البحر إلى رحلة البحر .. لا ثبات في الحركة .. ولا حركة في الثبات .. والبرد يقصف قلاع الروح .. البحيرات تطلب الماء .. والماء يطير في طرق النفس الحائرة .. لا شط في الماء .
هل هناك علاج ؟ العلاج في الترك والبعد .. الوقوف على باب التوبة .. طلب المغفرة .. والانصراف إلى النفس ..ترميم ما دمر في الداخل .. ليس بالخارج الذي يبحث عن الداخل ..وإنما بشيء جديد يشدك إلى عالم البراح .. الذي يحلم بالقدرة ويطلب المدد ..ولكن في حرية الاختيار .. فأنت لا تصلح للعبودية .. أنما أنت حر في أن اختار الطريق الصحيح .. في أن تضيق لديك مساحات الذنوب ..في أن تنظر إلى أن هناك اختلاف بين الداخل والخارج الذي يضعك في حالة قلق .. حياتك تنتظر منك التخلي .. فدع الذنوب ، وتقبل الحياة الطبيعية كما هي .. وأشعر بحب الله .. الله يحبك .. فاترك له فرصة لكي يعبر عن حبه لك .. وذلك بترك الذنوب لترتاح هناك في قبر الصمت ..وأحذف وجهك القديم .. صوتك القديم .. وذكرياتك .. في الحقيقة ستدرك أن الأهم هو الداخل .. في أن يصبح جميلا .. وتقبل أن تستمر علاقتك .. ترمم قلبك كل حين ..ولا تجعله معرض للهدم .. تعلق بذاتك واجعل منها روضة .. سوف تتخلص من الخوف ويصبح القلق ، شيء من الماضي .. في جميع الحالات لن تعيش الحياة وحيدا .. في مكان واحد حيث لا يمكنك العيش في خارج يكرهك .. اتجه إلى الداخل وأصلح ما أفسده الدهر .
************************* بقلم القاص / محمد الليثى محمد
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة