في أغرب رسالة جاءت لي ، قالت السيدة (س. ا) من مدينة القاهرة ، من كتاباتك عن المرأة ومشاعرها ، ومن مدى معرفتك بما يدور بداخلها ، ولا تريد هي أن يطلع عليه غيرها ، شعرت أنكَ تعري أفكارها بخبرة جعلتني أظن أنك إمرأة تكتب بإسم رجل ، حتى أخبرني دكتور زميل لك في العمل أنه يعرفك شخصياً ، مما جعلني مضطرة أن أوجه لك كل الإحترام والتقدير لما لمسته من قدرة في الوصف ، لذلك أقدم لكَ كل التحية عليها ، وجاء في الرسالة أيضاً ، أتعجب عندما أرى كتابات عن الألم والجراح ، من رجال وإناث شعراً ونثراً ، ولما كنت أنا أتابعك من سنوات لم أقرأ لكَ ولو مرة كما يكتب الأخرين ، وأقرأ لك دائماً "مفيش في الحب عذاب" ، فهل أنتَ لم تعش مثل الأخرين العذاب والجراح ، كتبت لها يا سيدتي الجراح والعذاب وجهة نظر في الحياة ، فأنا بعد وفاة أمي وأبي وعمري لم يتجاوز بعد ثمانية عشر سنة ، إعتبرت أن هذا هو كل الجراح وكل عذابات الدنيا ، وهان بعدهما كل شيء في الحياة ، وفقط أنشغلت في حياتي لتحقيق أمنية لأبي وأمي منذ كنت صغيراً أن أكون دكتوراً ، ولما رجعت من أمريكا ، وكنت ممن تخصص الأقمار الصناعية ، وبعد حصولي على الدكتوراه زرت قبر أمي وأبي وأعتذرت أني لم أصبح دكتور بسماعة ، بل أصبحت دكتوراً حقيقياً يحمل أرفع درجة علمية في العالم ، هنا أصبح لي وجهة نظر في العذاب والألم فبعد أن حققت ما ليس من السهل تحقيقه ، في مثل ظروفي ، تضائل أمام عيني أي ألم أيكون هذا لكِ مقنعاً ، كتبت لي قائله بل أصبحت الأن أفسر لكَ كتاباتك بطريقة تختلف عن فهمي الأول ، وأقول صدقت في كل ما كتبته في خواطرك "وقالت لي أمي" وفي خواطرك "وقال لي أبي" ، فهما فعلاً قد أعدا شخصية محترمة ومرموقه ، فأنا أعرف كثيرين عاشوا مع آبائهم ولم يحققوا جزء مما أنت حققته فشكرتها لطيب كلامها.
آخر الأخبار
جاري التحميل ...
آخر الكلام ... "الكتابة عن المشاعر"♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
عن الكاتب
قادح زناد الحروفشاهد أيضاً
التعليقات
طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية
للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب
جميع الحقوق محفوظة
دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة