بعيداً عن العواطف... لا أرى بأن من حق الأم في ذلك وهذا لا يقلل من احترام الأبن وزوجته للأم لأن لكل إنسان حياته الخاصة التي تشاركه بها الزوجة ولكلٍ خصوصيات وأسرار التي قد لا يرغب بأن يضطلع عليها أيّ أحد حتى وإن كان الوالدان لأن في ذلك انتهاك لتلك الخصوصيات التي من الضرورة بمكان أن تبقَ في الدائرة المغلقة للزوجين حتى لا تكُن مادة للحديث والنشر والتشهير بقصد أو بدون قصد من قبل الأم وغيرها.
هذا فأن القول بأن البيوت أسرار أكده القرآن الكريم الذي نبهَ بعدم دخول البيوت دون استئذان من أصحابها وأنه أكد في حالة عدم السماح لأحد بدخولها أن يرجعون عن نواياهم بدخول البيوت؛ وانطلاقاً من هذا لا يحق للأم بأن تمتلك مفتاح منزل ابنها المتزوج أو حتى نسخة عنه لأن البيت تشاركه فيه زوجته التي لديها خصوصياتها وهو كنفها الذي يسترها ويحافظ على أسرار حياتها الزوجية التي تضمن لها استمرار تلك الحياة نقية خالية من التشويش وكشف أسرارها.
ولكن إذا ما كان الإبن ذو شخصية ضعيفة ولا يملك القرار و المقدرة على رفض أيّ طلب لأمه؛ فهنا تكون الطامة الكبرى التي تسببها سلوك الأم من التدخل في شؤون الحياة الزوجية للأبن وزوجته وممارستها النقد واللوم للزوجة على أبسط الأمور التي تجعل الأم تصل إلى درجة الاحتكاك والتناوش مع زوجة ابنها بحجة أنها حريصة على مصلحته ورعاية شؤون بيته ؛ مما يتسبب ذلك في تنمية الخلافات بين الزوج ( الإبن ) وزوجته لتصبح الحياة بينهما لا تُطاق قد ينتج عنها تدمير الحياة الزوجية وبالتالي طلاق الزوجين لأن زوجة الإبن تُصبح في نظر الأم أنها مشاكسة ولا تصلح أن تكون زوجة لابنها وتبدأ بالحث عن زوجة بديلة له بدلاً عن البحث عن حل مسببات المشاكل وهو امتلاكها لمفتاح منزل ابنها والتدخل بكل شؤون حياته التي تضطلع على تفاصيلها بالكامل.
د. عز الدين حسين أبو صفية
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة