قالَت تُحاوِرُني ... عِندَ الغُروبِ تَسألُ
كَم تُشبِهُ شَمسُنا تلكم الأرواح
ويَستَمِرٌُ عُمرُنا ... وفي الغُروبِ نَرحَلُ
فكُلٌُ ثانِيَةٍ من عُمرِنا إذا مَضَت بالهَباءِ توغِلُ
عَجَبي لِكُلٌِ مَن يُضَيٌِعُ عُمرَهُ ... تَلهو بِهِ النَوافِلُ
فالعُمرُ لَيسَ فُسحَةً مَفتوحَةً على المَدا قَد تُحمَلُ
إنٌَها أنفاسَنا تُحصى لَنا ... وَرُبٌَما غُروبنا يُستَعجَلُ
فَقَد يَكونُ الزَفيرُ لا شَهيقَ لَهُ
أو رَبٌَما شَهيقنا لا يُمهِلُ
فَعُمرُنا أنفاسُنا ... يا وَيحَنا حينَما نَجهَلُ
أجَبتها ... يا غادَتي تَفاءَلي ... كَم يَنفَعُ التَفاؤُلُ
أعمارُنا من أمرِ خالِقِنا ... وَوَحدَهُ الموَكٌَلُ
عيشي الحَياة ... كَأنٌَها أبَدُُ
والمَوتُ لِلعِبرَةِ ... فهوَ المَوئِلُ
دَعي الهُمومَ يا غادَتي هيَ التي تَرحَلُ
وأنظُري كَيفَ الغُروب بالبَهاءِ يَرفُلُ
لَونُ السَماء ... أصفَرُُ تَشوبهُ حُمرَةُُ ... والسَحابُ يُشعُلُ
ألَم يَشُقكِ الحَنين ... لِعَهدِنا ... يا لَهُ عَهدُنا الأوٌَلُ ؟
قالَت بَلى يا فارِسي ... وكَيفَ عَنهُ أغفَلُ ؟
تَسعى ورائي في الرِياض ... ويَشهَدُ القُرُنفُلُ
وإستَرسَلَت تَمدَحُ نَفسَها ... يا وَيحَها حينَما تَستَرسِلُ
قاطَعتَها ... بَل أنتِ مَن تَسعين ... وَتَشهَدُ البَلابِلُ
تَضاحَكَت (غادَتي) وأومَأت في لَحظِها
لِلزَنبَقِ ... تَدٌَعي أنٌَها هَمَسَت في أُذنِهِ تَسألُ
رَمَقتُها أدٌَعي غَضَباً ... وهي تَدٌَعي ذلِكَ الخَجَلُ
لكِنٌَها في بُرهَةٍ أسبَلَت لي جَفنَها
مَرحى لَهُ ذاكَ الغُروب ... حينَما (غادَتي) تُسبِلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة