دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

عبدالنبي عياد يروي قصة قصيرة بعنوان : على هامش الذاكرة


وذات مساء وأنا أجلس فى الشرفةوأمامى على الترابيذة بعض الأوراق أدون فيها بعض الأفكار والمواقف التى تدور بخاطرى وإذا بعاصفة مفاجأة تهب فتلقى ببعض هذه الأوراق فى الحارة الخلفية فهى عبارة عن حارة صغيرة تضم حوالى أربعة منازل من ناحية واحدة ونهايتها مغلقة وفجأة وأنا ألملم الأوراق المبعثرة على الأرض وإذا بشلال من المياه ينصب فوق ظهرى فأصبحت وكأننى قد سقطت داخل حمام سباحة وإذا بملابسى قد إلتصقت بجسدى شعرت حينئذ ببرودة شديدة فنحن فى فصل الشتاء بدأ جسدى يرتعد وأنا أنظر لأعلى حيث مصدر المياه المثقوبة فوق رأسى وإذا بسيدة تنظر من إحدى النوافذ بالدور الثانى؛ وجهها ملىء بعض الشىء وعيناها واسعتان مكحلتان شعرها قصير لم يغطى رقبتها ويبدوا عليها فى الخمسين من العمر؛ لا توجد إنارة فى تلك الحارة سوى شعاعات خافتة تتسلل من بين فتحات النوافذ لقد كانت نظراتها ثاقبة وهى تعض على شفتها السفلى؛ إن المفاجأة جعلتنى أتجمد  مكانى فتلك المياه التى إمتلأ بها جسدى زادت من شدة البرودة فبدأت ألملم بعض الأوراق من داخل المياه وإذا بى أسمع صوت خافت يهمس لى تعالى معى ولم أشعر إلا بيد تمتد نحوى تجذبنى إلى داخل ذلك المنزل وأمام شقتها وقفت برهة ثم جذبتنى إلى الداخل وهى تهمس لى. إخلع ملابسك كى أجففها. فإنتابنى حينها شىء من الخوف والدهشة فأنا داخل شقتها وفى هذا الوقت من الليل؛ فطلبت منها أن تتركنى أذهب فجسدى يرتعد ولكن هذه المره ليس من البرد بل من الخوف مما قد يحدث؛ وإذا بيديها تمتد لتنزع عنى ملابسى وهى تقترب منى حتى كاد جسدها أن يلتصق بجسدى وجهها قارب من وجهى حتى لمست أنفاسها وأنا أقف فى ذهول وكأننى قد فقدت الوعى؛ لم أشعر بكل ما يحدث؛ فكل ما يشغل تفكيرى هو كيف وصلت إلى هنا. وماذا سيحدث معى؟ ولم أفيق إلا عندما أحسست بشفتى داخل فمها وعندئذ بدأت أقاوم بشدة هذا الوحش الثمين وأطلب منها أن تتركنى فأنا لست هكذا ولم أكن أتخيل أن هذا سوف يحدث معى فجسدى يرتعد خوفاً وخاصة عندما سمعت صوت رجل ينادى عليها من داخل إحدى الغرف؛ حتى تركتنى أرتدى ملابسى المبللة مرة اخرى وهى تقول سوف انتظرك عند منتصف الليل هنا. 

ولم أدرى كيف خرجت من هذا المنزل الملعون بهذه السرعة حتى وصلت إلى شقتى تاركاً خلفى أوراقى المبعثرة فوق الأرض تغمرها المياه؛ فلست أدرى من تكون هذه المرأة ولا ذلك الرجل الذى كان داخل الغرفة. وماذا كان سيحدث عند منتصف الليل عندما أذهب إليها. وفجأه. فتحت عينياى وأنا فى فزع شديد أتحسس ملابسى المبللة وأنا أنزع الغطاء من فوق جسدى. فيا له من كابوس مزعج ...

بقلم.عبدالنبى عياد


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع