أي نفسي كم قلت لك أن لا تقولي الحق. وكم نهيتك عن ذكر الحقيقة وكم قلت لك أن لا تقولي نعم ولا تقولي لا بل إلزمي الصمت فهذا خير لك من مجادلة الآخرين....!
ألا تريْن عندما يحدثونك كيف يتناثر الفتات من أفواههم المليئة من بقايا ما كسبوه من معاش الآخرين ؟. ألا يكفيك يا نفس ما ملأ وجهك من الشظايا وهم غير آبهين .. إعتزلي وعودي إلى حيث كنت فلا تتعبيني يا نفس وأنت تعلمين بأنني من هؤلاء اليوم سقيم. سئمت العيش بين أُناس حياتهم لعنة من السماء دون أن يشعرون ، كفاك إرحلي وجِدي لي ولك مخدعا كحمّام يوناني قديم..! فهو أسمى وأطهر عيشا من جوار النابحين! الآن أطلقت لك الحرية يا نفس إلى قمم الجبال أو تكوني معهم في الأغوار ساحقين.....!
أي نفسي.... علمتك الإقناع وما زلت بعنفوانك تتمردين ، أما علمتك أن الخضوع والخنوع لغير الله مذلة ولو بعد حين ، غمرتك بالحب والمودة وكسوتك الحكمة كي تلعني كل جبار لئيم ، وبعد كل هذا تُفضلين الزحام بين كل المهرجين، وتقولين صبرا سيعود أهل القفر ويصحو أهلها من سباتهم اللعين، هكذا إذا. سيري حيث تذهبين ولا تذكريني لأنني اليوم منك براء فلا تعودين، سأحمل روحي إلى حيث لا أرى شؤما ولا أرى الذباب ولا سمع الطنين ولا تسكني قلبي فهو منك الآن سقيم.....!
سالم المشني فلسطين....
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة