دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

"التعارف والتعايش" بقلم محمد السوارتي الادريسي

"شريعة الله في أرضه"

شاءت إرادة الله تعالى أن يعمر بني آدم  هذه  الأرض التي  أمدها  وبسطها ودللها لهم واستخلفهم فيها وجعلهم خلفاء خلفا بعد خلف، واستعمرهم ومكنهم منها، كما جاء في قوله الحكيم في سورة الأعراف.

{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ ۗ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (10)}  

وقوله تعالى في سوره البقره الملك.

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)

  ثم دعاهم جميعا  بلا استتناء إلى التعارف والتعايش فيما بينهم، بنص بياني في القرآن الكريم  بقوله جل علاه في سورة الحجرات.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ 

 خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)}

 فجميع البشر لهم حق العيش والتعايش وإعمار الأرض، لولا الإستبداد و طغيان بعضهم على بعض، والتحكم والتسلط والهيمنة وحب الذات، الشيء الذي زاد في اتساع الهوة بين أفراد المجتمع العام، وأدى إلى الصراعات الدموية والتصفية وتهميش فئة كثيرة  من البشر. فلذا تجد الحروب الطاحنة الدروس عبر تاريخ البشرية منذ القدم. فكم من شعوب أبيدت، وكم قبائل  هجرت وطواها النسيان.

فآلات القتل والدمار لا زالت تجرف الأعمار وتتطور مع تطور الأطوار، تتجدد أساليبها بتجدد الليل والنهار. لو كشف التاريج وجهه الآثم الساخن، بطغي البشر الماجن على مر الأحقاب والأزمان، لأدرك الإنسان مدى الهمجية الوحشية  التي سادت النفس البشرية وتغلغلت في قلب الطغاة المستبدين على طول العصور  من اللأزمنة المظلمة الجاهلة حتى عصرنا الحالي هذا، عصر التنوير والتقدم المزعوم الذي رأى فيه الإنسان أنواع الظلم والبغي والإستبداد، رغم ما وصل إليه من العلم والمعرفة والكم من التشريعات الحقوقية، فهل غيرت هذه العلوم النفس البشرية الشريرة الطاغية، هل انكشفت هذه الغيوم القاتمة المظلمة المخزية ،بل زادت الجرح عمقا، وسحقت البشر سحقا.

فالجهل أنكى، والعلم أكدى، كلما الإنسان أذكى نار الفتنة، ووميض المحنة، عندها لا علم يجدي ولا جهل يغني ويفدي. 

العلم نور إذا استعمل في النور والسلام،  وإذا أحيك بالظلم في الظلام هو الجهل الجاهل الملام. 

فكل تعاليم الكتب السماوية المنزلة حرمت  الظلم والقتل وبغضتهما إلا بموجب الحق الشرعي ، إن الرب يغارعلى خلقه إذا ظلم وجار عليه، ولو كان جاهلا، فما نزل الشرائع السماوية إلا للحفاظ على حقوقهم وأرواحهم كيفما كان لونهم ودينهم ومعتقداتهم، لهم حق العيش بسلام وحسابهم عليه جل شأن.


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع