دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

الناقد خلدون القبوبي يقدم قراءة نقدية لنص: ق.س.ك للأديبة ليلى جمل الليل

 كل الاحترام والتقدير للاستاذ خلدون القبوبي/ تونس

على تكرمه بتقديم قراءة نقدية لنصي ق.س.ك بأسلوب مهني ورائع جعلني أقف على نقاط الضعف والقوة في النص 🌹🌹🌹🌹🌹🌹قراءات
النص
قصة من ست كلمات.
إحياء
طلقها، زادت ألقا، فتنته، عاد يتوسل.
ليلى جمل الليل/ اليمن
القراءة:
ألفنا العنوان لفظا مفردا نكرة. وهذا كذلك لكن تقدمه تمهيد هو جملة مختزلة من أربع كلمات ينقصها اسم إشارة (هذه) لتتم به الجملة الاسمية ويعرب مبتدأ. فكان مساويا لثلثي المتن وجملة ذلك عشر كلمات. وما كان له محل قبل للعنوان يقارب كما متن النص
التمهيد يحدد أمرين: أولا جنس النص. فهو يعلن عن نفسه نصا سرديا
والباقي مركب بالجر ( من ست كلمات) مجروره تمييز عدد( ست كلمات) وهذا العدد يدقق جنس النص أكثر. فهو قصة بل ققج بالنظر إلى شرط الاقتضاب وإحالة على مولد الققج على يد ارنست همنجواي وشرطه على خلانه حين تسابقوا ألا يفوق النص السردي ست كلمات. فكان نصه : للبيع زوج حذاء لم ينتعل قط. وهو سلف القصة القصيرة والنص المؤسس والنظر فيه من قرب يلحظ المسافة المقطوعة بين النص الرائد وجياد الققج الراهنة. وهذه مسالة نقدية ليس الآن موضعها. والتمهيد يترجم عن التزام صاحب النص بالمعايير واقتدائه بالآباء المؤسسين. وإن خالف مراعاة المقاييس المعتمدة
ذكر التمهيد أن مفردات المتن ست لعلنا نزيدها العنوان ( إحياء). فتصلح سبعا. فربما دفعنا إلى النظر في المسألة من باب التعالق بين المتن والتمهيد وهي ظاهرا كما تم ضبطه. وإن شئنا لاحظنا أنها من أربع جمل وهي وحدة قيس أكبر وقد تعادل الوحدات السردية المكونة للمتن
ننظر في عدد الكلمات.
اللغة العربية لغة اقتضاب وإضمار وتقدير وهي كلغة مناسبة جدا للققج. نبرهن على هذا نحويا:
ج1: طلقها هي من عبارة شكليا. وهي من مكونين فعل وضمير متصل( ها) هو مفعول به. وثم مكون ثالث مقدر هو الفاعل( هو) ويعود على من ألقى يمين الطلاق. فهذه ثلاثة ألفاظ
ج2: زادت ألقا: فعل (زاد) وتمييز: ألقا وفاعل مقدر (هي/ت): وجملتها ثلاث كلمات أخرى.
ج3: فتنته: فعل فتن وضمير متصل( هو) وهو مفعول به. فضلا عن الفاعل المقدر(هي) وهذه ثلاث اخريات وجملتها تسع مفردات
ج4: عاد يتوسل: هذه جملة فعلية مركبة خلاف الثلاث المتقدمة فهي بسيطة. وهي ظاهريا من لفظين هما فعلان( عاد/ يتوسل) وفيهما عناصر مقدرة (هو) فاعل عاد. و(هو) أيضا فاعل يتوسل وفي ذهن القارئ مركب بالجر( إليها) من كلمتين ومفعول لأجله كمضمون التوسل مثل قولنا ( أن تعود إلى عصمته مجددا) وبهذا التوسع قد تبلغ الجملة الرابعة اثنتي عشرة مفردة. وجملة القصة إحدى وعشرون مفردة.
بلاغة القصة القصيرة من بلاغة العربية. فهي لغة التقشف والإضمار والتقدير حقا. رأينا التقدير كآلية نحوية غالبا تقدر الوظيفة وقد تكون إسنادا رئيسيا أي الفاعل هنا خاصة يقدر لهذه الوظيفة ضمير ( هو) في هذه الحالة. والضمير اسم معرفة أصالة يحل محل اسم تقدمه ويجنب الجملة التكرار وقد يقدر هو نفسه. كما تقدر وظائف نحوية. وهي من صنف الفضلة غالبا كالحال والمفعول لاجله والمفعول المطلق الخ...
الاقتضاب متاح للكاتب بقوانين اللغة وبشروط الققج وتعويلا أيضا على علم القارئ بالتقدير والإضمار والحذف والاختصار والاختزال. هذه آليات للكاتب عند تشفيره نصه. وعلى القارئ استعادتها. وتلك من آليات القراءة والتدبر وخصوصية الاستنباط فالوظائف التي أضمرها المؤلف ليست هي بالضبط التي قد يستحضرها القارئ ولكل وظيفة مضمرة دلالات خاصة بها. وعدم التطابق غير المخل بين التشفير codage وفك التشفيرle décodage هو ما يتيح تعدد القراءات تعددا مطلوبا ومحمودا. وليس للكاتب أن يعترض بنويت كذا وقصدت كذا وشفرت الوظيفة العلانية لا الفلتانية...
في النص سارد يروي. وليس يكون محايدا فنسج الحبكة موقف حين يقدم خبر شخصية ويؤخر خبر أخرى ويصف شخصية ويغفل أخرى.
بدء الخبر بفعله فانفعالها ففعلها الانفعالي فيه ففعله على الترتيب له ( أ-ب-ب-أ) له الطرفان ولها الصدر قال أبو فراس:
لنا دون العالمين الصدر أو القبر..
وظاهر النص أن مركز القوة للرجل وحقيقة السرد تجعله للمراة.
عدا السارد لنا فاعلان (هو وهي) . الضمير لا محالة معرفة أصالة لكن لا يحيل على شخص بعينه بل قد يصلح له كل من انطبق عليه الوضع القصصي:
أنثى وذكر في علاقة زوجية منفصمة بالطلاق. وزمان الحدث من لحظة الطلاق فلا ندري من الحياة الزوجية إلا أنها خابت بالطلاق. وفي مجتمعنا التقليدي هو في يد الرجل يلقي على المراة يمين الطلاق ويمكن شرعا أن يدخل من ليلته بزوجة جديدة. أما المرأة فطلاقها كارثة شخصية وعائلية تلحق أسرتها وهي كالجريمة اقترفتها المرأة. فالمجتمع يدين المطلقة لا المطلق ويتهمها بالتقصير في حق زوجها وبيتها وربما بتهم وريبة أفدح. ولعل حياة الكثيرات تتوقف عند الطلقة تسوء نظرة المجتمع إليها وتسوء معنوياتها وتذوي محاسنها. وقد تعتزل الناس.
والنص على خلاف المعتاد فإذا الطلاق بعث جديد لكيان المراة وتورد خد وائتلاق عين وانبساط نفس كأنها استعادت شبابها وصارت فاتنة تلوي الأعناق. هذا ما قالته الجملة الثانية وخالفت إيحاء الجملة الافتتاحية.
الجملة الثالثة سارت في نفس الاتجاه. عادة ما يسكت الزوج الكريم عما كان بينه وبين طليقته وقد ينشر اللئيم غسيل الخصومة على قارعة الطريق. وفي الجملة الثالثة تتواصل المفاجاة السردية فإذ بالمطلق عاشق ولهان ( فتنته).
ومحمد بن أبي بكر فتن بزوجته حتى صرفه عشقه عن الجهاد فألزمه أبوه بطلاقها فاعتل فرق له أبوه وأمره بمراجعتها.
قد يكون الطلاق من غفلة عن محاسن الزوجة فيكون الفراق مناسبة تفتح العين على فضلها. وموقف القوة والقهر في الجملة الأولى يستحيل ضعفا وتذللا وعشقا ورجاء العودة إلى العصمة. وربما ما سكتت عنه القصة من العلاقة قبل الطلاق أفصحت عنه مرحلة ما بعده كاشفة عن تسرع الرجال في فصم الرابطة الزوجية لسبب تافه أو حالة من سوء التقدير. وهذا داع إلى التريث وعدم إطلاق يد الزوج كليا.
تقدم أول التحليل ما يعده البعض ثرثرة ومضيعة للوقت وما يراه البعض اجتهادا في جزئيات نقدية وتراكمها يكشف عن منهج في القراءة تطبيقي لا يكتفي بمجرد الذوق.

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏ابتسام‏‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع