دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

آخر الكلام ... "بين الرومانسية والواقعية"♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى


قد يقع بعضنا في حيرة بين ماضي بألوان رومانسيته الزاهية وحاضر معظم ألوان واقعيته باهته ، ماضي بمشاعر صادقة وحاضر معظم مشاعره إسطناعية ، ماضي شملته الرومانسية في نواحي كثير في العلاقات الأسرية ، والصدقات التي تخلو من المصالح ، وبين حاضر أصبح يخضعً لتعقيدات فرضتها الظروف أحياناً وأحياناً أخرى ظروف خلقها الإنسان ليبرر حاله حتى يرضى ويستريح ، ففي خلال شهر واحد جاءت لي عدة رسائل من دول عربية ومن مصر تحمل ذات الشكوى ، وكلها تدور حول "العقوق" بمعنى هجرة التجمعات العائلية إلى الفردية ، وكأن الدفئ سيحدث عندما ينفصل الأبناء بزوجة وأولاد عن الأسرة الأم ، فهذه أرسلت تبكي وهي في السبعينيات من العمر أن ضيعت عمرها في تربية الأبناء بكل إخلاص ، فلما تحقق لكل منهم ما يريد إستقل وحتى مشاعره صارت باهته ، وتلك تقول لم نكن هكذا مع آبائنا وأمهاتنا ، وثالثة تلعن هذا الزمان الذي تغيرت فيه النفوس ، وتقول أي زمان هذا الذي نعيشه ، وخامسة تتمنى مغادرت هذا الزمان الشقي ، فقلوب الأبناء أصبحت كالحجارة أو هي أشد قسوة ، وأخرى تقول أنها رفضت الزواج وهي في نهاية العشرينيات لأن كل عريي يضع شرطاً للزواج بها وهو أن تترك إبنها عند أمها لتربيه بعد أن فقدت أبوه في حادث فترفض قولاً واحداً ، وأُخرى تقول لإبنها أعيش معك ولو لخدمتك وزوجتك وأولادك لأن الوحدة ستقتولني ويرفض ، وعشرات من قصص آباء أصبحوا في الدنيا بمفردهم بعد أن إنفض من حولهم الأبناء بعد الإستغناء عنهم ، قرأت كل رسالة جيداً ولم أتسرع الإجابة ، ورحتُ أبحث عن مشترك بين كل الرسائل فلم أجد إلا عنوان هذا المقال ليعبر عنها جميعاً ، فهناك فارق بين "لمة" العائلة حول الراديو الواحد ثم التليفزيون الواحد والتليفون الواحد في البيت ، وبين تفرق هذه "اللمة"، وكل واحد في غرفته تليفزيون خاص وتليفونه الخاص ، يرى ما هو مختلف ويناسبه ويتكلم مع من يريد ويأنس ، فلا مشترك يجمع الكل الأن ، بل أصبح كل واحد عبارة عن جزيرة وسط محيط الحياة ، وتواصلت مع أستاذ في الطب النفسي أبحث عنده عن إجابة ، وبعد نقاش طويل وصلنا إلى جواب أن هذا الجيل بعيداً عن الله إلا ما رحم ربي ، فبالقرب من الله يعلم أن الإيمان بالله يعقبه "وبالوالدين إحسانا" لذلك لن تجد شاباً أو إمرأةً يفهم صحيح الدين إلا ويؤدي حق الوالدين ، ومن فرط في الثانية فهم مفرط في الأولى قولاً واحداً ، أي في حق الله ولن يقبل الله منه عمل ، ﴿ ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾[ الإسراء: 23] ، وإن لم يدرك هذا بسرعة فستدور الأيام ومن أبنائه سيجد ما فعلته يداه ، "يا إبن آدم إفعل ما شئت فكما تدين تدان".

قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع