دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

خدماتي للأبحاث العلمية = محمد حسان يكتب : همس العيون

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية


تقابلنا بعدما فرقتنا الأيام، رأيتها نعم هي هي من تعبر الطريق، لا يخفى عني عطر أنوثتها الذي ملأ المكان فعاد ربيعا  حتى تلاشت بجانبه روائح أزهار الأشجار التي على جانبي الطريق، نعم أعرفها، عيناي لا تخطئان، وإن تخطئ عيني فلا يخطئ قلبي؛ فقد ارتجف كعادته في كل مرة أراها فيها،  أنادي عليها لكن صوتي بُحَّ من شدة الفرح ، حتى يدي من فرط سعادتي لا أتمالك أن أشير لها بها، نسيت ما كان بيننا من خصام ونسيت ما كان من سهر وحيرة؛ لا أعلم كيف ولكن تهاوى جدار الخصام وتدهده العناد بنظرة من عينها، وها هي نظرت إلي بعين وأخفت شوقها عن الأخرى حتى لا تفضح السعادة بعينها عينها الأخرى فيرى من حولنا إشراقة شمس حبنا فيعلمون ما سارعنا لإخفائه من بزوغ شمس فرحتنا التي احتجبت من رقتها شمس الدنيا فتوارت خجلا ، أقترب منها وتتخبط قدماي من هول رؤيتها بعد هذه السنين، لكن مهما حاولنا فالعين فضاحة 

مهما أخفينا ما بعين من شوق عن الأخرى، تكلمنا نعم لكن بلغة العيون، رسائل الشوق والحنين تغمر المكان وصداها يردده كل ما حولنا من أشجار وطيور وتهيم فرحا لحبنا، رأيت الشوق من عينها يهمس لي معاتبا من فراقنا، وهمس شوقها في أذناي حتى نسيت ما سبب افتراقنا، نسيت حتى دموعي التي انهارت الليالي الطوال، ذابت أحزاني بنظرة شوق، مددت يدي بيديها  ومضينا ، نتهادى كطفلين يلهوان، حتى النهار بإشراقه يلوح بضيائه يلقي علينا التحية، أشرقت الشمس ليس  لتنير الدنيا إنما لتوقظ فرحتنا حتى تهنأ مع نسمات سعادتنا فتساوى حينها النوم واليقظة،  نعم ما أجمل الحب وما أجمل عذابه، فعذابه نعيم لمن يهوى فلم أتحمل الصبر على الفراق حتى الصبر أعلن عجزه عن التحمل فصرنا نبحث عن  صبر يصبرنا ولم نتحمل، كيف أراها وأصبر وأتجلد فهي في كل شيء حولي، فكل مكان في كوني قد شغلته فلا أرى حولي إلا هي أراها في شمسي في قمري في هوائي في مائي حتى دفؤها أشعر به في أنفاسي، فلا أملك الهروب، ولوهربت بجسدي كيف أهرب من قلبي كيف أهرب من أنفاسي فكل الكون هي، حتى الطيور

تغرد بحبها، نعم هو ذا عالم المحبين عالم الاستسلام لا ينفعهم صبر ولا تجلد، وكيف وهم بالحب يتغنون، وبلوعته صاغوا الترانيم، كيف يفترقون وهم المحبون، فهم أنصاف دون بعضهم لا يكتملون، تصافينا حتى غار منا الصفاء، نتساقى الحب في كؤوس الأزهار، من نَور الزهر أهديتها عقد محبتنا. صغت لها من شدو الطيور قصيدة عشق. صار السحاب لنا مرتقى نعلو به إلى رقراق الهناء، كيف لا والدنيا معها ملك يدي، فهي أميرة القلوب، ووجدتني لا أملك إلا أن أرتل بحبها ترانيم الاستسلام، ووهبتها صك محبتي لتصنع بي ما تشاء.


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع