كنت في منتصف السبعينيات [1975 و ما بعد] كأي فرد من الناس قد وقعت ضحية الإعلام الموجه و بت على موقف معاد للنظام بعد أن أشيع [وفق منهج مدروس] بأنه ـ أي النظام ـ يسوس الناس بقوة الحديد و النار، و لم أكن أفقه تماما معنى هذا الكلام، غير أن حديث الشارع بدا كذلك! و ما كان لفتى مثلي أن يعرف معنى السلوك المتوازن الذي مبعثه ثقافة واعية و فكر منطقي سوي و سديد، بل كنت أسمع حديث الشارع و أنفعل بانفعاله و أغضب بغضبه!
و تجدني آنذاك و قد وقعت بين مطرقة النظام و سندان الشارع الغاضب! الأمر الذي جعلني في حالة نفسية متدنية يرثى لها، فالنظام أسفر يومها عن وجه مقيت! و الشارع بحسب ما اهتدى إليه تفكيري يفتقد إلى أبسط مقومات الإدارة المدنية و هيكلها التنظيمي و القدرة على مواجهة معضلات و مشكلات مجتمع مدني! و هذا يعني أن غضب الشارع لن يسفر مستقبلا عن وجه حضاري! و لن يكون ثمة ازدهار في بلدي سوى أنها شحنة غضب سرعان ما سيصار إلى تفريغها بأي وجه و طريقة و أسلوب كان!! و من هنا كانت معاناتي النفسية التي جعلتني على خوف و كبت و انهزام و تأرجح! [قلت: لست الوحيد الذي وقع في ذلك الوقت في مطب تلك الحالة النفسية السيئة بل مجتمع آنذاك كله وقع في ذات الحالة! و بذلك يكون الإعلام قد أدى مهمته بنجاح تام و ها هو الشعب يفرغ طاقاته الحيوية كلها في بؤرة صراع لا طائل منه سوى أن المستفيد الوحيد جراء ذلك هو ربيبة القوة العظمى والأياد الخفية الملطخة التي تحرك السياسة العالمية لصالحها]
لقد كان ينتابني الشعور آنذاك أن أسلوب المواجهة المسلحة مع النظام لا طائل منه وأنه لا بد من إيجاد طرق أكثر نجاعة في تحقيق مطالب الشارع و صون كرامته مقابل خروج النظام من ورطة العنف الدموي الذي يسيئ إلى سمعته عالميا و يجعله في موقف لا يحسد عليه!
كنت أتساءل يومها: ترى هل ينفع الحوار و الحالة هذ ؟! و لكن من سيكون المرشح للحوار ؟! و ما ستكون مادة و موضوع الحوار ؟! و ما هي ضمانات نجاعة الحوار و نجاحه و تحقيق القرارات التي تتمخض عنه؟!
غير أن تفكيري هذا كله ذهب أدراج الرياح بعد أن استتب الأمر لصالح النظام
و تم احتواء الشارع! الذي خسر الكثير الكثير من مكتسباته، عداك عن أنه لم يحقق أدنى شيء من مطالبه! بل ظهر أضعف مما كان ! و سر ذلك أنه لم يختر الطريق المناسب للتصحيح
لقد كان ينتابني الشعور آنذاك أن أسلوب المواجهة المسلحة مع النظام لا طائل منه وأنه لا بد من إيجاد طرق أكثر نجاعة في تحقيق مطالب الشارع و صون كرامته مقابل خروج النظام من ورطة العنف الدموي الذي يسيئ إلى سمعته عالميا و يجعله في موقف لا يحسد عليه!
كنت أتساءل يومها: ترى هل ينفع الحوار و الحالة هذ ؟! و لكن من سيكون المرشح للحوار ؟! و ما ستكون مادة و موضوع الحوار ؟! و ما هي ضمانات نجاعة الحوار و نجاحه و تحقيق القرارات التي تتمخض عنه؟!
غير أن تفكيري هذا كله ذهب أدراج الرياح بعد أن استتب الأمر لصالح النظام
و تم احتواء الشارع! الذي خسر الكثير الكثير من مكتسباته، عداك عن أنه لم يحقق أدنى شيء من مطالبه! بل ظهر أضعف مما كان ! و سر ذلك أنه لم يختر الطريق المناسب للتصحيح
يحيى محمد سمونة.حلب
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة