دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

29 - جذور ثقافية "سيرة ذاتية" يكتبها: يحيى محمد سمونة


في الفترة التي تلت حرب تشرين [أكتوبر] بدأت النكتة السياسية تفعل فعلها الشنيع في النيل من شخصية المواطن العربي و حكامه و ذلك بغية دق إسفين الذل و الهوان بين جنبات هذا الوطن !! بحيث لو انهارت أمة العرب فذلك سيصب حتما في صالح الكيان ربيب القوة العظمى 
 و إذن تتضافر جهود الإعلام الموجه، و النكتة على عموم مسمياتها [سياسية ـ اجتماعية ـ جنسية] ، بالإضافة إلى البرامج و المناهج التربوية و السلوكية، فهذه تتضافر جميعا في تحطيم شخصية الإنسان أو بالأحرى المواطن العربي مهما كان دينه و مذهبه و ملته و نحلته.
 و كنت آنذاك كأي مواطن لا يزال في طور المراهقة أردد بعض النكت على سبيل الضحك و أنا أجهل تماما أبعادها و مراميها غير المنظورة سوى أنني أروح عن نفسي و أنال من شخصيتي بطريق غير مباشرة من حيث لا أشعر ! بل أخدم بذلك أعداء الأمة و أتبجح و أنا بذلك راض!!
 من النكت السياسية التي كنا نتداولها بشيء من غباء أن ثلاثة رؤساء ـ و هم في طريقهم نحو قصر مؤتمرات يلتفت سائق الرئيس السوفياتي يقول له نحن أمام مفترق طرق فهل نذهب جهة اليمين أم اليسار؟ فيقول: نحن يساريون ، بل جهة اليسار، و يسأل سائق الرئيس الأميريكي ذات السؤال، فيقول: نحن يمينيون فإلزم اليمين، و كان جواب الرئيس السوري أن قال: افتح غماز اليسار و خذ اليمين!!
 و كنت أتساءل يومها بعفوية و من غير إدراك لأبعاد المنهجية المتبعة من وراء إطلاق النكتة على عمومها، فأقول: بغض النظر عن مدلولات هذه النكتة فمن أطلقها ؟ و مالغاية منها؟ و ما مدى سلبيتها على المجتمع و الأمة ؟
 إنني اليوم أنظر بشيء من وعي و حذق كيف أن مسألة خلق و إيجاد حالة من الإنهزام في ربوع أمة يبدأ بتدهور الحالة النفسية لدى أفرادها و هذا ما وقع تماما لدى أمة العرب حين بدأ الأعداء في المرحلة التي تلت حرب تشرين[ أكتوبر] بتوجيه سهامهم نحو ثوابت هذه الأمة و مرتكزاتها الثقافية و النيل من شخصيتها و ذلك بشتى الوسائل و السبل
 وغني عن القول أن ما وصلت إليه أمتنا اليوم إنما كان نتيجة حتمية لتلك المقدمات والمناهج والبرامج المبرمة بحق هذه الأمة، بحيث غدا المواطن على سخط و تبرم و سخرية و استهزاء من نفسه و من مجتمعه و أمته و الوطن الذي يعيش فيه! وكان بذلك سلبيا و كلا و عالة على نفسه و أمته و هو يظن بنفسه خيرا و نجاعة !!
ــ يحيى محمد سمونة. حلب ــ

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع