في الفترة التي تلت حرب تشرين [أكتوبر] بدأت النكتة السياسية تفعل فعلها الشنيع في النيل من شخصية المواطن العربي و حكامه و ذلك بغية دق إسفين الذل و الهوان بين جنبات هذا الوطن !! بحيث لو انهارت أمة العرب فذلك سيصب حتما في صالح الكيان ربيب القوة العظمى
و إذن تتضافر جهود الإعلام الموجه، و النكتة على عموم مسمياتها [سياسية ـ اجتماعية ـ جنسية] ، بالإضافة إلى البرامج و المناهج التربوية و السلوكية، فهذه تتضافر جميعا في تحطيم شخصية الإنسان أو بالأحرى المواطن العربي مهما كان دينه و مذهبه و ملته و نحلته.
و كنت آنذاك كأي مواطن لا يزال في طور المراهقة أردد بعض النكت على سبيل الضحك و أنا أجهل تماما أبعادها و مراميها غير المنظورة سوى أنني أروح عن نفسي و أنال من شخصيتي بطريق غير مباشرة من حيث لا أشعر ! بل أخدم بذلك أعداء الأمة و أتبجح و أنا بذلك راض!!
من النكت السياسية التي كنا نتداولها بشيء من غباء أن ثلاثة رؤساء ـ و هم في طريقهم نحو قصر مؤتمرات يلتفت سائق الرئيس السوفياتي يقول له نحن أمام مفترق طرق فهل نذهب جهة اليمين أم اليسار؟ فيقول: نحن يساريون ، بل جهة اليسار، و يسأل سائق الرئيس الأميريكي ذات السؤال، فيقول: نحن يمينيون فإلزم اليمين، و كان جواب الرئيس السوري أن قال: افتح غماز اليسار و خذ اليمين!!
و كنت أتساءل يومها بعفوية و من غير إدراك لأبعاد المنهجية المتبعة من وراء إطلاق النكتة على عمومها، فأقول: بغض النظر عن مدلولات هذه النكتة فمن أطلقها ؟ و مالغاية منها؟ و ما مدى سلبيتها على المجتمع و الأمة ؟
إنني اليوم أنظر بشيء من وعي و حذق كيف أن مسألة خلق و إيجاد حالة من الإنهزام في ربوع أمة يبدأ بتدهور الحالة النفسية لدى أفرادها و هذا ما وقع تماما لدى أمة العرب حين بدأ الأعداء في المرحلة التي تلت حرب تشرين[ أكتوبر] بتوجيه سهامهم نحو ثوابت هذه الأمة و مرتكزاتها الثقافية و النيل من شخصيتها و ذلك بشتى الوسائل و السبل
وغني عن القول أن ما وصلت إليه أمتنا اليوم إنما كان نتيجة حتمية لتلك المقدمات والمناهج والبرامج المبرمة بحق هذه الأمة، بحيث غدا المواطن على سخط و تبرم و سخرية و استهزاء من نفسه و من مجتمعه و أمته و الوطن الذي يعيش فيه! وكان بذلك سلبيا و كلا و عالة على نفسه و أمته و هو يظن بنفسه خيرا و نجاعة !!
و كنت آنذاك كأي مواطن لا يزال في طور المراهقة أردد بعض النكت على سبيل الضحك و أنا أجهل تماما أبعادها و مراميها غير المنظورة سوى أنني أروح عن نفسي و أنال من شخصيتي بطريق غير مباشرة من حيث لا أشعر ! بل أخدم بذلك أعداء الأمة و أتبجح و أنا بذلك راض!!
من النكت السياسية التي كنا نتداولها بشيء من غباء أن ثلاثة رؤساء ـ و هم في طريقهم نحو قصر مؤتمرات يلتفت سائق الرئيس السوفياتي يقول له نحن أمام مفترق طرق فهل نذهب جهة اليمين أم اليسار؟ فيقول: نحن يساريون ، بل جهة اليسار، و يسأل سائق الرئيس الأميريكي ذات السؤال، فيقول: نحن يمينيون فإلزم اليمين، و كان جواب الرئيس السوري أن قال: افتح غماز اليسار و خذ اليمين!!
و كنت أتساءل يومها بعفوية و من غير إدراك لأبعاد المنهجية المتبعة من وراء إطلاق النكتة على عمومها، فأقول: بغض النظر عن مدلولات هذه النكتة فمن أطلقها ؟ و مالغاية منها؟ و ما مدى سلبيتها على المجتمع و الأمة ؟
إنني اليوم أنظر بشيء من وعي و حذق كيف أن مسألة خلق و إيجاد حالة من الإنهزام في ربوع أمة يبدأ بتدهور الحالة النفسية لدى أفرادها و هذا ما وقع تماما لدى أمة العرب حين بدأ الأعداء في المرحلة التي تلت حرب تشرين[ أكتوبر] بتوجيه سهامهم نحو ثوابت هذه الأمة و مرتكزاتها الثقافية و النيل من شخصيتها و ذلك بشتى الوسائل و السبل
وغني عن القول أن ما وصلت إليه أمتنا اليوم إنما كان نتيجة حتمية لتلك المقدمات والمناهج والبرامج المبرمة بحق هذه الأمة، بحيث غدا المواطن على سخط و تبرم و سخرية و استهزاء من نفسه و من مجتمعه و أمته و الوطن الذي يعيش فيه! وكان بذلك سلبيا و كلا و عالة على نفسه و أمته و هو يظن بنفسه خيرا و نجاعة !!
ــ يحيى محمد سمونة. حلب ــ
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة